الوفد
علاء عريبى
رؤى - الشيخ القاسمى
أذكر لهذا الرجل النبيل واقعة شاركت فيها بنفسي منذ عدة سنوات (ربما عام 2000)، فقد حكي لى الصديق الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، وكان أيامها المسئول عن قطاع الوثائق فى دار الكتب، أن الدار تحتاج وبشكل عاجل إلى بناء مخازن لحفظ الوثائق بشكل علمي، وأن الدار تمتلك حوالي 12 مليون كيلو متر من الوثائق، بعضها فى حاجة إلى ترميم وأرشفة، وأن الدار تحتاج إلى حوالي 17 مخزنا لكى تستوعبها لا تمتلك الدار منها سوى مخزنين فقط، وقال: إن ترك الوثائق على حالتها هذه سوف يجعلنا نفقدها بأقصى سرعة، وذكر إنه أعد دراسة بهذه الاحتياجات وأرسلها للشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة، وأعتقد (لا أتذكر جيدا) أن د. صابر عرب قام بتسليمها للشيخ القاسمى فى افتتاح الجمعية التاريخية بمدينة نصر التي سبق وتبرع بانشائها، بعد فترة أبلغني الدكتور صابر عرب أن الدكتور القاسمى وافق على بناء المخازن، كما وافق على شراء ماكينتين لترميم الوثائق، وكان د. صابر قد سبق ودعم دراسته برسومات هندسية لبناء المخازن ولموقعها فى الجهة الخلفية لدار الكتب، على ما أذكر فى الجهة المطلة على الشارع الخلفي الموازى لشارع الكورنيش، وهو المطل على وكالة البلح، بعد أيام فوجئت بالدكتور صابر عرب يقول لى إن أحد قيادات الوزارة سمع بمنحة الشيخ القاسمى، ويسعى إلى تحويلها إلى بناء مركز خاص به، هذه القيادة كانت على وشك التقاعد، أرسل دراسة بمركزه الخاص للشيخ القاسمى، وأذكر جيدا كيف كان د. صابر يشعر بالقلق من استجابة الشيخ للمركز الخاص، ويضيع على مصر 17 مخزنا لحفظ الوثائق بشكل علمى.
اتفقنا يومها أن أنشر خبرا بموافقة الشيخ على التبرع لبناء 17 مخزنا لحفظ ثروة مصر من الوثائق، ونشرت بالفعل الخبر فى جريدتى الوفد، والقاهرة التى كان يرأسها الكاتب صلاح عيسى، بعد أيام فوجئنا بالرجل النبيل يكلف شركة هندسية بمعاينة الموقع والنظر فى الرسومات الهندسية ودراسة التكلفة الفعلية للمخازن، وبالفعل بدأ البناء واكتملت وها هى تقف شاهدا على كرم ونبل الدكتور القاسمى.
هذه الحكاية تذكرتها عندما قرأت خبر زيارة الشيخ القاسمى وتبرعه لمعهد الأورام التابع لجامعة القاهرة، ونتمنى أن يفكر الدكتور الشيخ النبيل فى تبنى مشروع تصوير وإصدار الصحف المصرية القديمة، منذ محمد على وحتى ما قبل سنة 1952، الصحف اليهودية، والمسيحية، والخاصة، والحزبية، وأن تصدر فى مجموعات تمثل الفترات التاريخية، فترة محمد على وأولاده، فترة الخديو إسماعيل، فترة الثورة العرابية، فترة مصطفى كامل ومحمد فريد، فترة ثورة..19.
تحية تقدير، وترحيب، وشكر للرجل النبيل الذى يعطى بكل حب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف