الوفد
منتصر جابر
الناصية - العالم فى مصر!
كل ما يتمناه الإخوان هو سقوط مصر كراهية فى السيسى.. ويتضرعون إلى الله أن تسقط فوق رؤوس كل المصريين.. ولم يفرح أحد فى مصر، وخارجها، بحادثة الواحات سوى الإخوان، وأعدائها، فقد أقام غلمانهم، فى الفضائيات التركية والقطرية حفل زفاف جماعى، كما لو أنه يوم زواجهم من أردوغان وتميم بن موزة، ابتهاجاً بالعملية الإجرامية ضد أعز الشباب، حيث باتوا ليلتها يرقصون على دماء الشهداء، وهم يخرجون أقذر ما فى نفوسهم من كراهية ضد هذا الشعب.. انتقاماً من السيسى!!
وهى حالة غريبة، وفريدة فى التاريخ السياسى المصرى.. فلم يحدث من قبل أن تمنى فصيل سياسى سقوط الدولة كلها انتقاماً من حاكم أو قوة سياسية أخرى.. مثلما يتمنى الإخوان حالياً. فلم يحدث من حزب الوفد هذا الموقف أبداً، حتى مع الرئيس عبدالناصر، ألد أعدائهم، ولم يفكر زعماء الوفد، بعد قيام ثورة يوليو بالاستقواء ببريطانيا، ضد بلدهم، رغم ادعاء ضباط يوليو وقتها ذلك، وكان الزعيم مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين باشا أول من عادا من الخارج بعد قيام الثورة، وارتضيا بكل الإجراءات ضدهما دون أن يفكر وفدى واحد فى التعامل مع بريطانيا، وكانت قوة عظمى وقتها، للانتقام من عبدالناصر!
وكذلك كان، وما زال التيار اليسارى مثلاً، إلا من بعض فلوله (نعم لليسار فلول أيضاً مثل الحزب الوطنى وهم الذين يتضامنون مع الإخوان بدعوى الديمقراطية.. ولا أعرف أى ديمقراطية هذه مع المجرمين؟!).. حيث لم يتمن اليسار يوماً سقوط مصر انتقاماً من شخص الحاكم، سواء مع الرئيس عبدالناصر أو مع الرئيس السادات، رغم الاعتقال والتنكيل وتلفيق القضايا إلى حد اتهامهم بالخيانة، ورغم ذلك لم يستقووا بالاتحاد السوفيتى وقتها ضد بلدهم، وذلك ينطبق على كل أجنحة اليسار، من اقصى يمين اليسار، إلى أقصى يسار اليسار من الماركسيين والشيوعيين وغيرهم، فعندما هزمت إسرائيل عبدالناصر وعبدالحكيم عامر (وبقية الشلة) فى يونيو 67، نسى الماركسيون والشيوعيون تناقضاتهم وخلافاتهم السياسية مع عبدالناصر، وكانوا ينادون بالحرب مع بقية الشعب ولم ينادوا بسقوط عبدالناصر ونظامه، بينما الإخوان، فى هذا الوقت، كانوا وحدهم الذين فرحوا وهللوا بهزيمة يونيو، كراهية فى عبدالناصر، وسجدوا مع شيوخهم وأئمتهم شكراً لله تعالى لهزيمة مصر!!
هذه حقائق تاريخية وسياسية تعكس مدى عمق الخيانة المتأصلة فى قيادات الإخوان، وللأسف تسربت إلى المخدوعين من أعضاء التنظيم، ومن المتأخونين من القوى الأخرى.. وإننى على يقين أن جميعهم يحترقون كيداً وغيظاً وهم يرون العالم فى مصر، بمناسبة انعقاد منتدى شباب العالم الذى يقام بمدينة شرم الشيخ، لينقل للدنيا، رسالة سلام وتنمية ومحبة من أرض مصر.. وأرى أن أهميته تتمثل فى شىء واحد، ربما أهم من المنتدى كله، وهو أن الدولة المصرية لن تسقط، ومؤسساتها ستظل باقية.. وأنه مهما كان الخلاف مع الرئيس السيسى أو الحكومة، فإن كل مصرى لا يتمنى يوماً سقوط الدولة مهما كانت شدة هذا الاختلاف، وأن استقرارها وأمنها، وصمودها ضد كل هذه المؤامرات الخارجية، التى تهدف تدميرها من الداخل.. وتسعى إلى تفجير مستقبلها وتقطيع كل آمالها فى الحياة كدولة مكتملة الأركان بضربها فى قلبها باستهداف شبابها.. فإن ذلك سيبقى هو الخلاف الأكبر مع كل المتآمرين والخونة من الإخوان والمتأخونين!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف