المصريون
رضا محمد طه
لسان حال المسئولين :كلام في الهوا (طق حنك)
كتب الأستاذ عبد الناصر سلامة منذ أيام مقالين بجريدة المصري اليوم يحذر من التداعيات الخطيرة للنقص الكبير في مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية عندنا، والتي لا تتسع لعدد المرضي من هذا النوع الكبير، والمرشح للزيادة لما يعانيه الناس من صعوبات في المعيشة ومشاهدتهم لمتناقضات من قبل المسئولين، وناشد أهل الخير والمسئولين ورجال الأعمال للسعي في بناء المزيد من المستشفيات لإستيعاب كافة المرضي، الذين هم مسئولية "في رقبة المسئولن والمجتمع"، وفي حالات كثيرة لا يستطيع أهاليهم تغطية تكلفة علاجهم في المستشفيات العامة، ناهيك عن تكلفة المريض العقلي المبالغ فيها بالمستشفيات الخاصة، وكان كلام الاستاذ عبد الناصر علي خلفية وقوع جريمتي قتل كان الجاني فيهما مختلان عقلياً أولهما هي قتل القس سمعان شحاتة كاهن كنيسة المرج علي يد شاب قالت الصحف أنه مختل عقلياً، والجريمة الثانية، كان ضحيتها أب قتله إبنه المريض نفسياً وذلك بمنطقة الفلكي بالأسكندرية، ولم ينتبه المسئولين عندنا لتلك التحذيرات، وكأن لسان حال بعضهم يقول "سيبوهم يكتبوا ويتسلوا، أهو كلام في الورق "!!!.
واليوم 7/11 نقرأ في الصحف (الأهرام والوطن) عن جريمة بشعة حدثت بمحافظة كفر الشيخ ضحيتها طفل في الصف السادس الإبتدائي، قتله أخيه الطالب بالمرحلة الثانوية عمره 18 عاماً، حيث أصطحب أخيه بجوار مضرب الأرز وقام بقتله بمقص وسلخه والتمثيل بجثته وأكل من لحمه، ثم ذهب ليبلغ عن نفسه، وكما تقول الصحف أن والديهم كشفوا عن أن إبنهم مصاب بمرض نفسي وعصبي شديد، ويتلقي العلاج بمساعدة طبيب نفسي، والسؤال الهام هو كيف للطبيب المعالج والذي شخص الحالة بأنها شديدة أن يترك الأهل دون إبلاغهم بخطورة ترك شاب في حالته الشدية تلك حراً ولا ينصحهم بإيداعه مستشفي متخصص لمثل تلك الحالات؟ أم ان هذا الطبيب فضل مصلحته الشخصية والإستفادة المادية من الإستمرار في متابعته؟ وفي هذه الحالة فقد إرتكب جرم في حق المجتمع، والنتيجة هي ما حدث من خلال تلك الجرائم والتي هي مرشحة للزيادة، إذا لم ينتبه المسئولين؟، أم المأساة تكمن في الحالة المادية لأهل الضحيتين، وصعوبة إدخال إبنهم بأحد المستشفيات العامة سواء العباسية أو الخانكة، والتي هي تئن من كثرة المرضي، ومن ثم قد يسعي الإداريين فيها للتسهيل في خروج بعض المرضي حتي لو لم يتم التأكد من شفائهم التام، وذلك كي يفسحوا أماكنهم لغيرهم من المرضي الجدد. في بعض الأحيان يشترك الأهل في تلك الجريمة وذلك بمفهوم غريب مترسخ في الأذهان، في أن المرض النفسي أو العقلي نقيصة أو "فضيحة" للأسرة قد تصيبهم بالخجل من مواجهة المجتمع، والنتيجة هي سكوت الأسرة والتكتم قدر الأمكان علي الحالة المرضية، وهم لا يعلمون أنهم بذلك يسكتون علي لغم قد ينفجر في أقرب الناس لهم، كما حدث في جريمة كفر الشيخ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف