حمدى رزق
فيض الخاطر - ولا تعد عيناك عنهم فضيلة الإمام..
لا تمر لفتة فضيلة الإمام الأكبر الطيب الدكتور أحمد الطيب وعطفته باستقبال أسرة الشهيد أحمد منسي في المشيخة الأزهرية إكراماً وعرفاناً وتطييباً إلا علي جاحد، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، والإمام الكبير يعرف الفضل في أهله، فاضل يلتقي بالفاضلة السيدة منار محمد سليم زوجة البطل الشهيد، ويهش ويبش في وجه نجليه ويحتضن الصغير، ويمسح علي رأس الكبير، دمت صاحب فضل فضيلة الإمام.
ما ابتغاه الإمام الأكبر أكبر من كونها صورة تضاف إلي ألبوم الإمام الطيب، لعلها أروع صور الإمام جميعا، ولكنها عطفة في حقيقتها لفتت نظر الشعب إلي فضل الشهداء، وكان فضلهم عظيماً، ودينهم الذي هو في رقبتنا جميعاً، ووفاء لهم ولذكراهم الغالية، لولا فضل الشهداء ما كانت لنا الحياة الآمنة المطمئنة، دماء الشهداء في ميدان الشرف والعطاء يكتب بمدادها الحياة.
ما تعطف به الإمام الأكبر حمدته وشكرته أسرة البطل الشهيد، ودرع الأزهر الفريد مستحق لمن ضحي من أجل الحياة، فالبطل »منسي» حالة استثنائية في الفداء والتضحية، وابنه الذي يرتدي بذلته العسكرية في حِلّه وترحاله وهو لايزال صبياً يحيلك إلي ذكري هذا البطل المغوار، صوره المنشورة بعد استشهاده تيقن معني أن تهب روحك ودمك لوطنك، معني أن تكون مصر حاضرة في النفوس، معني أن تكون عارفاً بالجميل وتعمد إلي رد الجميل، الأبطال لا يسألون »اديتنا إيه مصر؟..» بل يزعقون »هندي إيه لمصر»..
الإمام يعظّم القيمة الباقية في حياتنا، معني الشهادة، ويكرم القيمة الباقية في تاريخنا أسماء الشهداء، ويعطف علي أسرة تحملت الغرم ولم تقنط من رحمة الله، أسرة الشهيد تدفع من حياتها ومستقبلها لأجل الوطن، تتحمل المشاق، وألم الفراق، والفقد، يعوضها الإمام الأكبر بحنان الأب عما فقدته، ويطبب الجرح النازف، ويمسح الدموع، ويبلسم العواطف، بوركت إمامنا الطيب.
الصور المنشورة زينت المواقع الإخبارية جميعاً، وتنافست علي نشرها المنتديات والصفحات والجروبات، صور تنطق بعاطفة أبوية بتنا نفتقدها كثيراً هذه الأيام، استنها الرئيس السيسي بتكريم الشهداء، واحتضان الأسر الحزينة وتكريمها كل حين، ويُقبّل الرؤوس امتناناً، ويربت علي الظهور اعترافاً، وتطفر من عينيه الدموع لألم أم أو زوجة حزينة وهي تعده بأنها تهب أبناءها لأجل أغلي اسم في الوجود.
البطل أحمد منسي نموذج ومثال، مضرب الأمثال، »منسي» عرف ببطولته فصار معروفاً بفدائيته، الـ»منسي» يقول للمتكاسلين والقاعدين والنائمين علي جنوبهم، والقائلين والمتقولين، والمغردين والمفسفسين بنميم، إن مصر حية لا تموت، وعناية الله جندي.
الشهيد منسي حي في القلوب، أسطورة من أساطير الفداء والتضحية، في طابور العظماء امثال الشهداء الأحياء من أول الشهيد البطل عبد المنعم رياض مروراً بالشهيد البطل إبراهيم الرفاعي، وليس بنهاية الشهيد البطل محمد مشهور، طابور الشهداء يجب أن يمر أمام العيون دوماً، ولا تعدُ عيناك عنهم فضيلة الإمام.