الأخبار
جلال دويدار
خواطر - منتدي الشباب فرصة لغـرس ثقافة العمـل
كم أتمني أن تتاح الفرصة من خلال منتدي شباب شرم الشيخ لعرض تجارب ناجحة للشباب الذي يعمل ممن ينتمون إلي فئات مجتمعية عادية. مطلوب أن تخضع هذه التجارب للبحث والتدقيق لاثبات الاعتماد علي إمكاناتها وليس علي واسطة أو دعم ممن يملكون التأثير والنفوذ. من المؤكد أن هناك نماذج كثيرة من هذه النوعية يمكن أن تكون مسيرتهم دافعاً وحافزاً لباقي الشباب علي البذل والعطاء والجنوح بالقول والعمل والمشاركة الفاعلة.. سعياً لتحقيق الآمال والطموحات. لا جدال أن تقديم مثل هذا العرض يساهم في إثراء أهداف هذا المنتدي بما يؤدي الي تفعيل حقيقي لدور الشباب.
في هذا الشأن من المهم قيام بعض هؤلاء الشباب النماذج.. بالحديث بأمانة عن مسيرتهم بما تتضمنه من معاناة ومتاعب حتي الوصول الي الهدف. لا جدال أن ذلك سوف يكون له عائد مهم في تحول سلوك وفكر الشباب نحو الإيجابية وفكر العمل والاجتهاد.. لابد أن يفهم ويدرك هذا الشباب خاصة الذي تعود علي قضاء وقته في التسكع والجلوس في المقاهي. أن التقدم والارتفاع بمستوي المعيشة ليس هو الوسيلة لفتح الأبواب لتحقيق آمالهم وأحلامهم.
حان الوقت لأن نغرس في عقول ونفوس هذا الشباب من خلال تجارب هؤلاء الناجحين أن العمل عبادة. عليهم أن يؤمنوا بالمثل القديم الذي سمعناه من آبائنا وأجدادنا بأن »الرجل يعيبه جيبه»‬. علي هذا الأساس فإن العمل أي عمل شريف للتكسب والحصول علي الرزق الحلال. لا يمكن أن يكون عيباً بأي حال من الأحوال. وفي هذا الإطار علي الدولة والمجتمع تحمل مسئولية نشر هذه الثقافة بكل انعكاساتها الاجتماعية علي أرض الواقع باعتبارها كانت وراء ازدهار ورخاء كل الأمم المتقدمة في العالم.
في هذا الإطار أعجبني كلمة رئيس وزراء غينيا في منتدي الشباب الذي طالب الدولة والمجتمعات الإفريقية بضرورة الاهتمام بالتدريب المهني. هذا الأمر وللأسف لم يحظ بما يجب من اهتمام في بلدنا وإن كان قد حدث في بعض الأوقات فإنه لم يستمر طويلا. ليس أدل علي هذه الحقيقة من إقدامنا علي إنشاء وزارة للتعليم الفني والمهني ولكن سرعان ما تم الاستجابة لدعاة التخلف بإلغاء هذا المنصب.
بمناسبة هذا التجمع الشبابي الذي افتتحه ويرعاه الرئيس السيسي فإنني أذُكر الشباب بقوله تعالي (وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون) ومن ناحية أخري فإن علي الدولة والمجتمع بكل أفراده أن يعمل علي تهيئة المناخ العام للقبول بتقديس العمل وليس بالخطب والشعارات. علينا أن نتخلص من التقاليد البالية السائدة والقائمةعلي المظاهر في مجتمعنا والتي جعلته عبدا للجمود وعدم التطور. مطلوب من الجميع التخلص من آفة تزلف ونفاق الشباب وهو ما يترتب عليه عدم قيامهم بواجباتهم نحو أنفسهم ونحو وطنهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف