محمد عبد الجليل
من وراء النظارة - غضب عبد العال
ظهر الدكتور علي عبد العال في بداية دور الانعقاد الثالث للبرلمان غاضبا وأكثر حسما مع تجاوزات بعض أعضاء مجلس النواب فيما يتعلق بمخالفة لائحة البرلمان التي لطالما هدد بتفعيلها ضد المتجاوزين والكل يخشي هذه الغضبة ومعها بدت القاعة أكثر هدوءا وانضباطا.
هذا التغير في سلوك النواب للأسف يأتي فقط لمجرد أنهم توقعوا ردة فعل أكثر حدة من رئيس البرلمان الأسواني الطيب خاصة مع ظاهرة تغيب النواب وتأخر انعقاد الجلسة العامة وليس احساسا منهم بخطورة الموضوعات ومشروعات القوانين التي يتناولها مجلس النواب في دور الانعقاد الثالث.
يكفي أن نعلم أن علي رأس هذه التشريعات قوانين الإجراءات الجنائية. والإدارة المحلية. والتأمين الصحي. والتصالح في مخالفات المباني لنشعر بمدي خطورة تشريعات دور الانعقاد الثالث ويعتبرها محمد السويدي زعيم الأغلبية البرلمانية ذات أولوية بدور الانعقاد الثالث لأهميتها في عملية الإصلاح الإداري والاجتماعي التي يسعي لها البرلمان.
برأي أن أخطر هذه القوانين وأكثرها تأثيراً بحياة المصريين خاصة أولئك الذين طحنتهم اجراءات الاصلاح الاقتصادي العنيفة هو مشروع قانون التأمين الصحي. الذي قال عنه " العماري" رئيس لجنة الصحة بالبرلمان. إنه يهدف لإصلاح منظومة العلاج وتقديم خدمة طبية متميزة وفي سبيل ذلك ستعقد جلسات استماع مع الفئات المعنية بهذا القانون.
والسؤال لماذا قانون التأمين الصحي هو الأهم بالنسبة للبرلمان؟ لأنه وببساطة سيحسن بشكل كبير من صورة البرلمان أمام جمهور المواطنين الذين رأوا في أداء البرلمان بدوري الانعقاد الماضيين محبطا ودون مستوي طموحاتهم بل ومصطفا مع الحكومة في اجراءاتها القاسية ولم يكن درعا يحميهم من نار ارتفاع الأسعار التي أحرقت محدودي الدخل وامتد أثرها الحارق الي الطبقة المتوسطة باقرار هذا القانون الذي المتوقع تحقيقه طفرة كبيرة في مستوي الخدمة المقدمة والتي وصلت الي حالة من التدني الخطير يكون البرلمان قد انتصر للغلابة خاصة اذا ما تضمنت مواد القانون فقرات تلزم الدولة بمستوي خدمة طبية لائقة وأعتقد أن الدكتور عبد العال لن يسمح بتكرار صورة القاعة التي بدت خاوية تماما أثناء رد وزير التعليم علي عدد من طلبات الاحاطة الأسبوع الماضي.