الوفد
علاء عريبى
رؤى - قطار أفريقيا
ما قاله الرئيس السيسى، أمس، بإحدى الندوات عن ربط الدول الإفريقية بخط سكة صحيح، فربط بلدان القارة بخط سكة حديد سوف يغير بالفعل فى خريطة القارة اقتصاديا، وثقافيا، وسياسيا، كما انه سيزيد من روابط الشعوب بعضها ببعض.
بعد قيام الثورة كتبنا هنا عن كتاب صدر سنة 1914، عن مكتبة الهلال بالفجالة، الكتاب صدر تحت عنوان: «رحلة مصر والسودان»، تأليف محمد مهرى كركوكى، مترجم اللغة العربية والفارسية بديوان الخارجية بالقصر الملكى، وهذه الرحلة قام بها الأمير يوسف كمال (توفى سنة 1969 بالنمسا) رحمة الله عليه، مؤسس كلية الفنون الجميلة، وصاحب الفضل فى ترجمة العديد من الكتب الجغرافية، والشخص الوحيد من العائلة العلوية الذى تنازل عن ألقابه سنة 1932.
الأمير يوسف قام برحلته إلى السودان عبر خط السكة الحديد عام 1909، وكان كركوكى من بين الحاشية التى سافرت معه، وبعد عودته كتب كركوكى مشاهداته خلال الرحلة.
أهمية الرحلة، كما ذكرت يومها فى المقال، ليست فى المشاهدات التى حكى عنها فقط، بل فى أنها تلقى الضوء على قطار إفريقيا، القطار الذى كان يربط مصر بالدول الإفريقية عبر السودان منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادى، والذى أقامه المحتل البريطانى بأموال وسواعد مصرية، وكان الهدف منه آنذاك التخديم على مصالح الاستعمار البريطانى، حيث سيسهل نقل البضائع والمؤن والسلاح والجنود من مصر وإلى إفريقيا والعكس، فى نهاية المقال تساءلت لماذا لا نعيد خط السكة الحديد مرة أخرى؟، لماذا لا نستغله فى عودة الروابط بين الشعوب الإفريقية؟، لماذا لا يكون بوابة للتبادل التجارى بين مصر والبلدان الإفريقية؟.
وعندما تردد الحديث قبل شهور عن تفعيل نقل البضائع عبر إفريقيا عن طريق النهر، وإنشاء موانئ تصل قلب إفريقيا بالبحر المتوسط، كتبت يومها وطالبت بإعادة التفكير فى خط السكة الحديد، لأنه أسرع، وأسهل، كما أنه سيكون أكثر أمانا من الخط النهرى، أضف إلى ذلك أن حمولة البضائع التى ستنقل عبر القطار فى رحلة واحدة قد تفوق أضعاف البضائع التى تنقلها البواخر النيلية.
أظن أن القطار الذى يربط بين البلدان الأوروبية يعد مثالا نحتذى به فى إفريقيا وفى أسيا، حيث يمكن بمشاركة بعض البنوك ورجال الأعمال والحكومات أن نربط البلدان الإفريقية بعضها ببعض، والبلدان العربية بعضها ببعض، ويمكنا ربط البلدان العربية بالإفريقية، عبر خطوط سكة حديد سريعة، بعضها لنقل البضائع والآخر لنقل المواطنين، ففى عهد السلطان عبد الحميد الثانى أنشئ خط سكة حديد لربط البلدان ببعضها ولخدمة الحجاج، بدأ العمل فيه عام 1900، وافتتح عام 1908، وكان يربط بين سوريا والأردن وفلسطين والحجاز، وكانت المسافة بين دمشق والمدينة المنورة تقطع فى خمسة أيام.
الرئيس السيسى مطالب بأن يحيى هذه المشروعات الكبرى، وأن تكون على رأس مباحثاته مع الأشقاء فى إفريقيا وفى البلدان العربية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف