اشرف مفيد
كلام مفيد - البطة «العرجاء» والنسر «المحلق»
بينما كنت أتابع الفعاليات المصاحبة لمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ والذى سيختتم اعماله اليوم بعد 5 أيام من النشاط والندوات المتواصلة والنقاشات التى امتزجت فيها أفكار ورؤى الشباب من مختلف أنحاء العالم، لفت انتباهى مجموعة من الشباب كانوا ينتشرون فى كل مكان وما أن تتعامل معهم حتى تشعر وكأنهم قد رضعوا الأدب والأخلاق الرفيعة وغزارة العلم.. تسأل عن معلومة فتفاجأ بما لديهم من كم هائل من المعرفة الدقيقة بكل تفاصيل الموضوع .. تستفسر عن أهم ندوة يجب ألا تفوتك وسط هذا الكم الهائل من الأنشطة التى تتم فى وقت واحد فتستمع الى وصف دقيق لكل ما يجرى داخل القاعات فتجد نفسك وقد تشبعت بالكثير من المعلومات دون أن تدخل اى قاعة.
سألت عن هوية هؤلاء الشباب فعرفت أنهم شباب البرنامج الرئاسى للتأهيل على القيادة، فتأكدت وبما لايدع مجالاً للشك من أننا مقدمون على مرحلة جديدة ومختلفة تماما من العمل العام طالما أن تلك النوعية من الشباب هم من سيكون فى أيديهم دفة القيادة.. فمن بينهم سيكون الوزير والمحافظ ورئيس الهيئة والمسئول المهم.
تلك الصورة المبهرة التى ظهر بها شباب البرنامج الرئاسى جعلتنى أتذكر فكرة كانت قد أعجبتنى من قبل اسمها: قوة الاختيار تلك الفكرة تقول: «بإمكانك أن تختار أن تكون بطة أو نسرا: البطة تشكو بؤسها والنسر يرفرف مبتهجا ويحلق عاليا... فهؤلاء الشباب بكل تأكيد لم يصبحوا هكذا بالصدفة بل إنهم مارسوا التغيير شيئاً فشيئا حتى وصلوا إلى ما هم عليه الآن من تألق».
حينما تتعامل مع هؤلاء الشباب، وهم على هذا النحو من التدريب فإنهم وبكل تأكيد يحرضونك على أن تمارس «قوة الاختيار» فترفض بداخلك أن تكون بطة تندب حظها، وتكثر الشكوى وتبدأ على الفور المسيرة نحو أن تكون نسرا سعيدا يحلق فوق الجميع.