الجمهورية
عبد القادر شهيب
لمصر - رئيس يحترم الدستور
بعد شهور من اللغط والقيل والقال والاستنتاجات الخاطئة حول وجود رغبة لدي الادارة المصرية لتعديل الدستور لفتح الباب امام تعدد الفترات الرئاسية كما كان الحال من قبل . أعلن الرئيس السيسي بوضوح كامل وحسم شديد. لا تعديل للدستور. وانه يحترم الدستور وسوف يلتزم بقواعده التي تحدد للرئيس فترتين متتاليتين فقط. قال الرئيس السيسي ذلك في حديثه لشبكة سي. ان . بي . سي. وقبلها بساعات قليلة اكد ذلك وهو يتحدث عن حرصه علي توفير ضمانات وشروط نجاح تجربة المدارس اليابانية التي نعتزم تطبيقها . عندما قال انه بعد مرور ست سنوات سيكون قد ترك منصب رئيس الجمهورية . اي انه سوف يلتزم بقواعد الدستور التي تحدد فترتين متتاليتين فقط لكل رئيس.
ولعل ذلك يكون درسا يستوعبه البعض الذين مازالوا يعيشون اجواء ماض انتهي بعد 25 يناير 2011 . حينما كان منصب رئيس الجمهورية أبديا . وايضاً البعض الذين يفتشون في ثنايا الكلام والتصرفات والمواقف عما يؤكد استنتاجات مسبقة لهم وسابقة التجهيز . مثلما أطلقوا العنان لخيالهم ليذهب بعيدا حينما أعلن عضو في البرلمان عن اعتزامه تقديم اقتراح لتعديل الدستور . وتصوروا ان وراء ذلك توجيها من دوائر عليا كما يقال . وكذلك درس لبعض من يكررون ما كان يحدث من قبل بالتطوع بتقديم خدمات من تلقاء أنفسهم للحكم وهي في حقيقة الامر خدمات غير مفيدة بل وضارة.
ان الدستور مثل اي عمل بشري قابل للتعديل والمراجعة . ولا تثريب علي من يفكر او يدعو لتعديله أو حتي تغييره . ولكن احترام الدستور واجب ايضا علي الجميع بلا استثناء حتي يتم تعديله . كما ان التعديل الدستوري او حتي تغييره كله واستبداله بدستور جديد امر وارد ومحتمل وسبق ان فعلنا ذلك عام 2014. لكن ينبغي ان تكون هناك رغبة لدي الرأي العام لمثل ذلك. وقدر من التوافق الوطني حول هذا الامر. ولعل هذا يفسر ما قاله الرئيس السيسي حول انه لا يحبذ اجراء تعديل للدستور المصري الان. وانه ملتزم بهذا الدستور وتحديدا فيما يتعلق بعدد الفترات الرئاسية . ومدة الفترة الرئاسية الواحدة وهي أربع سنوات . وبذلك حان الوقت لكي تنتهي كل الشائعات والاكاذيب التي تم ترويجها خلال الشهور القليلة الماضية . والتي تجاوز فيها مروجوها كل مدي . حينما ادعوا في البداية ان الانتخابات الرئاسية سوف تؤجل ولن تتم في موعدها المقرر . ثم ادعوا ان مدة الرئاسة سوف تمتد الي ست سنوات بدءا من العام المقبل 2018. فها هو الرئيس السيسي يعلنها واضحة ان الانتخابات الرئاسية سوف تبدأ بعد نحو أربعة أشهر من الان وهو ما سبق ان قال به ايضا رئيس البرلمان خلال زيارته للولايات المتحدة الامريكية.
وهكذا فليتركز اهتمامنا بدلا من هذا اللغو السخيف الذي حاول البعض شغلنا به من قبل علي الانتخابات الرئاسية المقبلة. وانا هنا لا ادعو للانشغال فقط بمن قرر ان يترشح في هذه الانتخابات او بمن مازال يفكر في الامر ولم ينته من دراسة ترشحه كما يقول. وانما أنا اتحدث عما هو اهم وتحديدا مشاركة الناخبين في هذه الانتخابات . نحن نحتاج لأكبر مشاركة من قبل الناخبين في هذه الانتخابات . ليس فقط كما يقول البعض . حرصا علي صورة مصر في الخارج . وانما لكي تعبر نتيجة هذه الانتخابات عن إرادة الشعب فعلا مثلما حدث في الانتخابات الرئاسية السابقة. ولعلنا نتذكر ما قاله الرئيس السيسي من قبل حول عزوف البعض عن المشاركة في انتخابات عام 2012. والتي مكنت الإخوان من حكم مصر ليفرضوا استعدادهم وفاشيتهم علينا بعدها قبل ان ننتفض ضدهم للتخلص من هذا الحكم الفاشي والمستبد . ومازلنا ندفع ثمن انتفاضتنا هذه بالعنف والارهاب الذي انخرط فيه الاخوان وحلفاؤهم ضدنا.
انتخب من تريد وتحجب صوتك عمن لا تريد من المرشحين ولكن انزل وشارك في الانتخابات حتي تسهم في صياغة نتيجتها مع بقية الناخبين . وحتي لا تمنح الفرصة لقلة منظمه للإمساك بحكم البلاد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف