المساء
خيرية البشلاوى
رنات .. "الميـــديا" والأطفـــال
عن تأثير وسائل الاتصال الجماهيرية "الميديا" علي الأطفال قرأت السطور التالية:
تؤثر وسائل الاتصال تأثيراً عميقاً علي الأطفال ولذلك فمن المهم أن يتناقش الطبيب مع الآباء حول مدي تعرض أبنائهم لهذه الوسائل حتي يرشدهم إلي الاستخدام المناسب لكل أشكال الميديا بما فيها التليفزيون والراديو والموسيقي وألعاب الفيديو والإنترنت.
والهدف من ذلك هو اكتشاف التأثيرات المفيدة والضارة لوسائط "الميديا" علي الصحة العقلية والجسمانية للأطفال. وايضا تحديد إمكانية النقاش مع المرضي وعائلاتهم من أجل الوصول إلي أفضل الطرق لاستخدام "الميديا" في محيطهم الاجتماعي.
فالتليفزيون يؤثر تأثيراً قوياً علي المستويين الإيجابي والسلبي. وقد اهتمت دراسات عديدة بهذا التأثير خصوصاً علي الأطفال والمراهقين.
إن عملية التطور الذي يحدث للطفل تعتبر معياراً وعاملاً مهماً جداً وحساساً في تحديد ما إذا كانت الفرجة علي التليفزيون تؤثر سلبياً أو إيجابياً عليه. فليست كل البرامج التليفزيونية رديئة ولكن الإحصائيات تظهر التأثير السلبي للتليفزيون في حالات الفرجة علي مظاهر العنف. وعلي المشاهد الجنسية غير الملائمة إلي جانب اللغة السيئة والخارجة عن اللياقة.
وقد أجمعت الدراسات علي التأثير العميق جداً لهذا الوسيط منذ بداية ظهوره. ومازالت النقاشات محتدمة في مراكز البحوث الاجتماعية حول كنه هذا التأثير. ومداه علي تطور أشكال التواصل الاجتماعي.
وقد اكتشفت الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين يعانون من العزلة ومشاعر الوحدة بإمكانهم استخدام التليفزيون من أجل إقامة علاقة اجتماعية مصطنعة أو "مزيفة" مع الشخصيات المفضلة إليهم والتي تظهر في البرامج والمسلسلات والأفلام لتعويض مشاعر الوحدة والحرمان الاجتماعي.
فالتليفزيون يساعد في التخفيف من الشعور بالاكتئاب والوحدة ويقلل من الشعور بالنقص ويخلق حالة من الانتماء تحول دون الانهيار النفسي الناجم عن العزلة وعدم التحقق علي مستوي التواصل الإنساني.
وقد توصلت بعض الدراسات إلي أن التليفزيون التعليمي Educationai Television له عدة مزايا.. لأن التليفزيون يعتبر أداة قوية جداً علي المستوي التعليمي بالنسبة للأطفال إذا تم استخدامه بحكمة وتعقل. بالإضافة إلي أنه يستطيع أن يساعد صغار السن علي اكتشاف كيف يتواءمون مع المجتمع وكيف يطورون علاقات أقوي مع أسرهم كما يساعدهم علي فهم المظاهر الاجتماعية المعقدة في مجال التواصل مع الآخرين.
وتشير واحدة من الدراسات إلي أن البرامج التعليمية مثل "شارع سمسم" "Sesam Street) وغيرها التي يشاهدها الصغار قبل سن الدخول إلي المدرسة. أثرت علي نموهم العقلي وجعلتهم أكثر استيعاباً حيث اتضح أنهم يحصلون علي درجات أعلي من أقرانهم الذين لم يشاهدوا هذه البرامج وأن هؤلاء الصغار لديهم ميول للقراءة والمعرفة أكثر من غيرهم وأنهم يتصرفون علي نحو أفضل.
وقد اتضح أن التليفزيون يغير من عادات كثيرة تآلف المجتمع معها طويلاً. كما أنه يغير من أفكار ظلت مستقرة. وهناك نسبة كبيرة من المشاهدين ممن يعانون في حياتهم ويشعرون بعدم الرضا. تمضي 30% من وقتها أمام شاشة التليفزيون وأحياناً أكثر جداً من هذه النسبة ويرصد أطباء النفس التأثير الذي تحدثه الفرجة علي الجهاز العصبي. وعلي حركة المشاعر "الألم. المتعة. الفرح" وعلي الرغم من أن هذه الاستنتاجات تخضع للنقاش وحولها الكثير من الجدل إلا أن بعض العلماء لاحظوا أن المشاهدين أثناء الفرجة علي التليفزيون تزداد قوة تركيزهم وذلك لأن الجانب الأيمن من المخ يزداد نشاطه للضعف ويصبح في مثل نشاط الجانب الأيسر "لا أملك مناقشة هذه الفرضيات وأكتفي بالإشارة إليها ربما يستفيد القارئ". ومن هؤلاء البروفسور هربرت كروجمان.
الدراسات حول تأثير التليفزيون انتهت إلي وجود علاقة بين ساعات الفرجة وبين "السمتة" التي يصاب بها المتفرج وهناك أعراض جثمانية ترصدها هذه الدراسات تظهر علي الأطفال والكبار علي حد سواء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف