إذا ذهبت إلى أى مكان فى مصر، شاركت فى جلسة، تحدثت فى التليفون، زرت أحد الأقارب أو الأصدقاء، ركبت المواصلات العامة، جلست على الكافيه، فتحت صفحات التواصل الاجتماعى، إلا ويفتح ملف الأحداث الجارية هذه الأيام فى السعودية، الجميع يرفع علامات الاستفهام، ويشعر بالقلق خوفاً على بلد بحجم ومكانة المملكة العربية السعودية.
القضية لم تعد العمالة المصرية فى مشروعات الأمراء ورجال الأعمال الذين تم إيقافهم بتهمة الفساد، بل استقرار المملكة العربية السعودية لم تكتف بفتح ملف الفساد فقط، بل مدت يدها فى العديد من الملفات المقلقة، الحكومة اللبنانية، وسلاح «حزب الله»، وصواريخ «الحوثيين»، والخطر الإيراني.
السؤال الذي يتردد على ألسنة الجميع: هل المنطقة على مشارف مواجهة عسكرية بين المملكة وإيران؟، هل ستشهد لبنان الجميلة عدواناً لنزع سلاح «حزب الله»؟، وهل يُعقل أن تدخل المملكة فى مواجهات عسكرية مع إيران و«حزب الله» فى الوقت الذي تواجه فيه «الحوثيين» في اليمن الشقيق؟، هل ستحارب بمفردها أم سيصطف معها العديد من البلدان العربية؟، هل إدارة «ترامب» وراء هذه التصعيدات؟، هل هدف المخابرات الأمريكية تحجيم وكسر إيران أم استنزاف منطقة الخليج وتقسيم المملكة؟
لا أحد يشعر بالاطمئنان، والخوف سمة الحديث، الناس فى مصر لا تريد أن ترى المملكة السعودية ضعيفة أو مقسمة، ولا يرغبون فى وقوفها مهددة، بورصة من التكهنات ووجهات النظر المتضاربة والمتقاربة والمتوافقة، الكل يدلى بدلوه، المناقشات والتعليقات حادة وصاخبة، الحس العروبى يخيم على المشهد، استحضار شعارات وعبارات من الستينيات، وكأن العروبة ديانة أو مذهب أو ملة.
هل مصر ستخوض الحرب إذا نشبت بين السُنة والشِيعة؟، هل سنقاتل إخوتنا المسلمين بسبب اختلاف المذهب؟، هل سنترك العدو الحقيقي ونتقاتل كمسلمين وكعرب؟، هل اقتصاديات البلدان العربية وظروفها الحالية تتحمل خوض حروب مذهبية؟
في الكافيه، وفى الشارع، وفى التليفون نتلقى العشرات من الأسئلة، ظناً أننا نعلم ببواطن الأمور، وأننا نمتلك الإجابات التي تطمئن الناس على الشقيقة السعودية، وللأسف نواجه الأسئلة بابتسامات الحائر والقلق مثلهم تماماً، مثلكم نرجو السلامة والاستقرار للأشقاء فى المملكة.