المساء
حزين عمر
طلقة - المحروسة.. عاصمتنا الجديدة
منذ وطئت أقدام العرب الفاتحين أرض مصر. وعاصمة المصريين تسمي نفسها.. كانت أولي العواصم هي "الفسطاط" حين أقام عمرو بن العاص خيمته قريبا من حصن نابليون. وتدخل الخرافة لتضفي شيئا من القدرية والحتمية علي هذا المسمي. وهذا المكان. فيحكون أن يمامة باضت وفرخت في خيمة ابن العاص. وحين أراد الرحيل ليستأنف فتح بقية القطر المصري. شاهد اليمامة وفراخها. فقال لمعاونيه: دعوها!! وأقاموا حولها دورهم حتي أضحت مدينة كبري.
وعلي مقربة منها كانت العساكر تقيم مخيماتها. وشيئا فشيئا تحولت مخيمات الجند إلي مبان استقروا فيها. فكانت مدينة "العسكر".. والمدينة أو العاصمة الإسلامية الثالثة أراض اقتطعها أحمد بن طولون لقواده ورجال دولته. وكل منهم أقام وعمر فيها. فكانت مدينة القطائع.. ولم تكن هذه "الأحياء" التي نراها الآن غير مدن وعواصم للحكم والقيادة.
فيما بعد أقام الوافد الجديد "جوهر الصقلي" الفاطمي مدينة القاهرة. بعيدا عن العواصم الثلاث الأخري. ومع الزمن تماهت واندمجت جميعا. وغلب اسم "القاهرة" عليها لنراها الآن مدينة واحدة. وإن كانت مدينة تشبه الدولة.. مدينة ضاقت بما عليها ومن عليها. وأضحت خانقة ومخنوقة بحوالي خمسة عشر مليون إنسان. وشبعت ترميما وترقيعا ولم يجرؤ أحد علي حل جذري لمشكلتها ومشكلة مصر كلها. حتي تولي الرئيس السيسي أمور الوطن.
قبل أن ينشيء السيسي هذه العاصمة الجديدة التي س سلم راية المركزية والقيادة من القاهرة كانت الناس تسمي العاصمة دائما "المحروسة" و "مصر المحروسة".. فهل هناك مدينة تحمل هذا المسمي؟!!
المحروسة كانت خاطرا في وجدان الناس. وكانت رمزا للعناية الإلهية وللخلود الأبدي. ومؤشرا كذلك لغلبة المركزية علي ما سواها من أقاليم وبلدان مصرية.. وصفات الحماية والقوة والخلود والتجديد قائمة الآن و مثل امامنا مدينة سوية في عاصمتنا الجديدة.. فلتكن إذن هي "المحروسة" حسبما يسميها الشعب قبل ميلادها بقرون طويلة!!.. وعلي "المحروسة" أن تحمل عوامل ازدهارها واتساعها مع غرس بذورها الأولي.. عليها أن تفتح ذراعيها للطبقة الوسطي. لا للأثرياء فقط.. فلا حضارة ولا مدنية دون هذه الطبقة.. عليها أن تسمع نغمات كل المهن والحرف وتشم رائحة الفنون لا الفلوس فقط!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف