أحمد سليمان
في حب مصر - منتدي الشباب.. والرقابة
يحق لكل مصري أن يفخر بما حدث ويحدث وسيحدث من فعاليات ضمن منتدي شباب العالم المنعقد حاليا بمدينة شرم الشيخ. تحت رعاية وبمشاركة فعالة جدا من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أعطي للمنتدي أهمية كبري جعلته حديث العالم ومحل إشادة من الجميع.
أولي مفاجآت المنتدي ذلك التنظيم الرائع والناجح من شباب مصر الذين أثبتوا جدارة وقدرة علي النجاح إذا أعطيت لهم الفرصة للإبداع. أما ثاني المفاجآت فهي مشاركة الرئيس بنفسه في معظم الجلسات والنقاشات الدائرة حول مختلف القضايا سواء مواجهة الإرهاب أو محاكاة مجلس الأمن أو تعظيم دور المرأة أو الجلسات الاقتصادية. ثم مشاركته في ماراثون مع شباب العالم. وأخيرا قراره بإقامة منتدي شباب العالم في مصر كل عام. بخلاف الأحاديث الصحفية والتليفزيونية التي أجراها الرئيس مع وسائل الإعلام المختلفة وموافقته علي التقاط الصور مع الشباب لدرجة أن الرئيس طلب التقاط صورة مع بطلات الكاراتيه المصريات في لفتة لا تصدر إلا من الرئيس السيسي.
تابعت معظم جلسات المنتدي التي استطاعت أن تعري النظام العالمي وتكشف عدم قدرته علي مواجهة مشكلات العالم وفي مقدمتها الإرهاب والبطالة والهجرة غير الشرعية وهي المشكلات التي واجهتها وتواجهها مصر بكل قوة منفردة.
لفت انتباهي بشدة ما أثير خلال جلسة "دور السينما في مكافحة التطرف" ضمن فعاليات المنتدي والتي تحدث فيها الفنانون د. أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية وأحمد حلمي وبشري والمؤلف د. مدحت العدل وغيرهم. فقد تحدث كثيرون عن ضرورة تقديم أعمال سينمائية تواجه الأفكار المتطرفة دينيا حتي لا يخرج لدينا شباب يؤمنون بفكر التنظيمات التكفيرية مثل داعش.
أعجبني ما قاله الدكتور أشرف زكي والفنان أحمد حلمي والفنانة بشري. الذين طالبوا بضرورة وجود رقابة علي الأعمال الفنية التي يتم تقديمها للشباب والتي تصدر لهم العنف والمخدرات والجنس بدعوي طرح مشكلات المجتمع بكل وضوح لتحذير الاجيال منها وهو ما رفضه المؤلف مدحت العدل الذي يري في الرقابة علي الأعمال الفنية تقييدا لحرية الفنانين يمنعهم من الابداع الفني.
وأتعجب من د. مدحت العدل ومن يؤيده في هذا المنحي مثل المخرج خالد يوسف وغيره ممن يريدونها "سداح مداح". وأري أن فكر هؤلاء الرافضين لوجود رقابة علي الأعمال الفنية هو ما أخرج لنا الشباب ذا الفكر المتطرف. الذي وجد الابتذال في الأفلام والمسلسلات حتي في الأعمال الرمضانية دون رقابة وحتي إذا تجرأ أحد ورفع دعوي قضائية لوقف هذا المسلسل أو ذلك الفيلم تظل الدعوي متداولة في القضاء إلي ما بعد الانتهاء من عرض هذا المسلسل أو ذلك الفيلم المبتذل.
أنا هنا لا أدافع عن الشباب المتطرف فكراً ولكن أسوق أحد أسباب تطرف الشباب والذي يجب أن يواجه بكل حزم. تماما كما نواجه الفكر الديني المتطرف بكل حزم. فلا يصعد المنبر إلا خريجو الأزهر الشريف. أو من حصل علي إجازة من لجنة علمية اعضاؤها من علماء الأزهر الشريف.
إنني أؤيد وأحيي نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي والفنانة بشري والفنان أحمد حلمي. وأتمني أن ضمن توصيات منتدي الشباب بشرم الشيخ بنداً عن ضرورة وجود رقابة علي جميع الأعمال الفنية التي يتم عرضها في مصر سواء علي شاشات السينما أو القنوات الخاصة حتي نحمي شبابنا من ابتذال وصل إلي حد السفالة والانحطاط الأخلاقي ومع الأسف يجد من يدافعون عنه بمنتهي البجاحة.