الأهرام
عبد المعطى احمد
الازدواجية التى نعيشها !
السبب الرئيسى والجوهرى فى كل ما نعانى منه وفى كل مشاكلنا الحياتية والاجتماعية هوالازدواجية الغريبة التى نعيشها ونمارسها والتناقض العجيب بين أقوالنا وأفعالنا صباحا ومساء, لأن الآفة الكبرى والمعضلة الرئيسية أننا نتحدث كثيرا ونقول أكثر ومانفعله عكس مانقوله, فلا تجلس على مقهي,أو تركب أتوبيسا, أو ميكروباصا إلا وتسمع الصغير والكبير المثقف وغير المثقف يتحدث عن التغيير, والالتزام, والأمانة, والنظافة, ومحاربة الرشوة,وضرورة التقيد بقواعد المرور,بينما يفعل عكس ذلك تماما!

يتحدث عن التغيير بينما لايغيرمن نفسه شيئا,فهو يكسر إشارة المرور و يتحدث عن الالتزام. يلقى القمامة فى الشارع حتى وهو يقود سيارته الشيك, ويتكلم كثيرا عن النظافة. يشعل السيجارة تلو اخرى داخل المواصلات ويملأ الدنيا صياحا عن التلوث والسحابة السوداء.يعطل مصالح الناس ولايلتفت لشخص يطلب منه إنهاء حاجته بلا تلكؤ أو تعقيدإلا زفتح فمهس وأبرز له حتى ينجز,ثم يتحدث عن الأمانة وانتشار الرشوة فى المصالح والهيئات والوزارات.يتحدث عن فساد الخلق وينتقد المجتمعات الغربية المتقدمة والمتحضرة النظيفة والأمينة على عملها وتقدمها والمحافظة على كيانها والتزامها وحضارة سلوكها بينما هو الانحلال نفسه!!.ويتحدث عن الإسلام وتعاليمه وفروضه التى نعرفها جيدا, بينما سلوكه وأخلاقه تتناقض تماما مع كل مايقول ناسيا أو متناسيا أنه قبل نزول الإسلام وفروضه على رسولنا الكريم كان يلقب بالصادق الأمين.الصادق الأمين.الصادق الأمين.

خذ أيضا معظم تصريحات المسئولين فى بلادنا تكون للاستهلاك الإعلامي,لأن الحقيقة دائما عكس مايقولون!وإذا نظرنا إلى تصريحات وزراء الزراعة والتنمية المحلية والمحافظين على مدى سنوات بشأن منع البناء على الأراضى الزراعية فستجدها تتشابه بل تتطابق رغم تباعد الزمن, وغالبا ما تكون زفشنكس,لأن البناء والتعدى على الأراضى الزراعية مستمردون توقف تحت سمع وبصر كل المسئولين,وأصبحت المنازل العشوائية كالجراد وسط الزراعات,ومن الصعب السيطرة عليها,أو إزالتها,وإذا قامت حملة للزراعة فإنها تكون فرقعة للتصوير التليفزيوني,ويستمر الواقع الأليم كما هو!!

هذه الازدواجية الغريبة والتناقض الأعجب الذى نعيشه فى مجتمعاتنا سبب كل مشاكلنا,لأننا نحيا بالكلام لابالعمل, ونعيش على شعارات وليس أفعالا حتى صرنا فى حفل تنكرى كبيرهو حياتنا.كل منا يرتدى قناعا,أوسماسكاس يظهره فى شخصية عكسه تماما. وعندمايصل كل منا إلى حالة يكون فيها ظاهره مثل باطنه تأكد أن مشاكلنا كلها ستختفي,وعندما يصمت اللسان وتتحدث الأفعال سوف نتغيرإلى الأفضل والأحسن,وعندما يعكس اللسان مايبطنه القلب سوف نكون أكثر وضوحا وإشراقا,وعندما تماثل أفعالنا أقوالنا سوف نكون أفضل حالا ولانسمع أنينا أو شكوى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف