لقدْر الصلاةِ، وعُلُوِّ منزلتها؛ كان ثوابُها عظيمًا، وكان عهد على الله، لمن حافظ عليها، أن يدخله الجنة، ومن غدَا إلى المسجدِ أو راحَ أعدَّ له في الجنةِ "نُزُلاً" كلما غدَا أو راح، وصلاةُ الجماعةِ أفضلُ من صلاةِ الفَذِّ بسبعٍ وعشرين درجة، ومن صلَّى اثنتَيْ عشرة ركعة، نافلة، في يومٍ وليلةٍ، بنَى الله له "بيتًا" في الجنة، ومن صلَّى الصبحَ والعشاءَ في جماعةٍ، فكأنَّما قامَ الليلَ كلَّه، وركعتان قبل الفجرِ خيرٌ من الدنيا، وركعتان في الضُّحَى تكفيان لشكر نعمة سائر مفاصل البدن.
عن عبادة بن الصامت، رضي الله عنه، قال: "سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد؛ إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة." ("صحيح أبي داود" للألباني).
في هذا المعنى قال رسولُ اللَّهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، أيضا: "أَبْشِرُوا، أَبْشِرُوا؛ مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمسَ، وَاجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ السَّبْعَ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ: ادْخُلْ". (صححه الألباني).
والكبائر السبع: عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالإِشْرَاكٌ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ، وَأَكْلُ الرِّبَا.
وفي فضل الذهاب إلى المسجد، والعودة منه، لأداء الصلوات، روى البخاري ومسلم في صحيحهما، وغيرهما، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ". (قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: "النزل: ما يُهيأ للضيف عند قدومه").
وفي فضل عمارة المساجد قال، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني؟ أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ربنا.. ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد؟". (صححه الألباني).
وأداء ركعتين عند دخول المنزل، والخروج منه، يمنعان من مدخل السوء ومخرجه. قال، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "إذا خرجت من منزلك فصل ركعتين يمنعانك من مخرج السوء، وإذا دخلت إلى منزلك فصل ركعتين يمنعانك من مدخل السوء." (صححه الألباني).
وفي فضل صلاة التطوع، من غير الفريضة، قال، صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ. قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ."(رواه مسلم).
وفيما رواه الترمذي: "عن أم حبيبة، رضي الله عنها، عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: "من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة بُني له بيت في الجنة: أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الغداة (الفجر)." (صحيح الجامع).
وفي المحَافَظَة عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَ، قال رسولُ اللَّهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، أيضا: "مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا حَرُمَ عَلَى النَّارِ." (صححه الألباني).
وتعدل صلاة النافلة في السر الصلاة أمام الناس بخمس وعشرين مرة. قال، صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين." (صحيح الجامع).
وعن زيد بن ثابت أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة."(صحيح).
ومن حافَظَ على صلاةِ العصر، ضُوعِفَ له أجرُه مرتين. قال، صلى الله عليه وسلم: "إن هذه الصلاةَ عُرِضَت على من كان قبلَكم فضيَّعُوها، فمن حافَظَ عليها كان له أجرُه مرتين". (رواه مسلم).
وفي صلاة الصبح، قال، صلى الله عليه وسلم: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله". (رواه مسلم).
والعمل الذي إذا عملتَه كان خيرا لك من الدنيا هو صلاة الفجر. قال، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا." (رواه مسلم).
وببركة أداء صلاة الصبح، والسير إليها، في الظُلم، إلى المساجد؛ يمنحك الله النور التام يوم القيامة. قال، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة". (صححه الألباني).
وفي فضل أداء صلاتي العشاء والصبح جماعة بالمسجد قال، صلى الله عليه وسلم: "من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة". (صحيح الجامع).
وعن المحافظه على صلاتي الفجر والعصر، قال، صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ". (متفق عليه).
وإذ أديتَ صلاة "الضحى" فكأنما تصدقتَ عن 360 مفصلا ببدنك. روى أبو ذر، رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "يصبح على كل سُلَامَى (مفصل بالجسم) من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى". (رواه مسلم).
أما صلاة الجمعة فلك بكل خطوة تخطوها أجر صيام سنة، وقيامها. قال، صلى الله عليه وسلم: "من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام واستمع، وأنصت ولم يلغ؛ كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة: أجر صيامها، وقيامها". (صحيح الجامع).
وفي فضل السجود قال، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "اعلم أنك لا تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة." (صححه الألباني).
وعن رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: "كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي: "سَلْ"، فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ".(رواه مسلم).
وأخيرا، لمكانة الدعاء في السجود، قال، صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء". (رواه مسلم).