في حل بعض العقبات أو المشكلات أصبحنا كالذي تعطل عنده صنبور مياة، وإقتصر حله للمشكلة بإستمراره في تنظيف ما يقع من مياة، ومهما كان ذلك مرهق، فلم يفكر في إصلاح سبب تساقط المياة وقد يكون الحل بسيطاً يتمثل في، وإنما إستمر في علاج العرض فقط. هكذا نسلك نحن علي هذا النحو في كثير من أمور حياتنا، سواء علي المستوي الشخصي، او في مشاكل تواجه المسئولين، مثلاً في طريق القاهرة الأسكندرية الزراعي السريع، منذ ما يقرب من شهر، وتحديداً عند مزلقان بلدة ميت حلفا، تهدم وسقط جزء من كوبري المشاة من جهة مزلقان القطار، فأصبح الأهالي في خطر كبير يتعرضون له حال عبورهم للطريق السريع، ولأنه أغلب الظن لا يصح وجود مطبات في هذا الطريق السريع، فيتواجد عدد من افراد الشرطة ومعهم ضابطاً بصورة دائمة لمساعدة الأهالي علي تخطية الطريق، حتي لا تحدث كوارث. ولكي يعبر الناس بسلام يقوم الضابط بإيقاف السيارات القادمة من القاهرة بعض الوقت لحين مرور الاهالي بسلام-وهو جهد مشكور من الشرطة، لكن ذلك أولاً يعطل الطريق لفترة، ثانياً يشغل مجهود أفراد الشرطة في عمل، من الممكن لو فكر المسئولين لحل المشكلة سريعاً والذي أري أنه بسيط بالنظر لما تقوم به الحكومة من عمل معجزات فقط عندما يكون علي هواها أو هوي جهات معينة، ولتوجه هذا المجهود الذ نبذله في تسكين الاوضاع في حل مشاكل مُلِحة اخري، لكنه في الأغلب، ونظراً لغياب التخطيط، لم يحسب المسئولين تكلفة الحلول البديلة والتي قد تكلفنا أضعاف ما لو أنهم فكروا في حل جذور أو أسباب المشاكل التي تواجهنا، لكننا يبدو أننا إعتدنا علي تسكين أعراض المرض، واصبح عندنا "أسلوب حياة"، فبناءاتنا خاصة الحكومية أو العامة، أصبح إنهيار بعضها أمراً ملفتاً للنظر، ثم ننشغل في ترميمها، وقد تكون تكلفة الترميم –بقدرة قادر-أكبر من تكلفة المبني، نظراً لما يصاحب ذلك من نهب للمال العام، وطبعاً علي الورق كل شيء تمام!!!.
نظراً للغلاء الذي طال أسعار كافة المواد الغذائية، وكل شيء تقريباً، وكما أشارت بعض التقارير المعنية، وحيث يحذر المختصين في أمور الصحة العامة، من أنهم يخشون من إرتفاع الأسعار ذلك، يجعل من الصعوبة علي الكثير الحصول علي عناصر الغذاء الكافية لبناء جسم سليم وصحيح، مما يترتب عليه شيوع الأمراض، والتقزم في الأجيال الجديدة، الأمر الذي حتماً سوف يتطلب أطباء وأدوية ومستشفيات، وغيرها من متطلبات مواجهة المشاكل الصحية، فماذا لو فكرنا في علاج السبب، عن طريق خفض الأسعار، أو توفير أساسيات المعيشة لغير القادرين، بدلاً من البحث بعد ذلك عن حلول بديلة لعلاج وتسكين الاعراض فقط.