الأخبار
سامى عبد العزيز
رأي - أنا ضعيف !!
بعيداً عن الأرقام العالية في مؤتمر الشباب العالمي بشرم الشيخ ، وما تمثله من قدرة عالية علي التنظيم من الناحية الكمية .
وبعيداً عن المستوي الرفيع للحضور، والتنوع الواضح في انتماءاتهم، وتخصصاتهم ، ومجال تميزهم، وهو ما يمثل تميزاً كيفياً للمؤتمر .. وبعيداً عن »الشكل الحلو المفرح»‬ للشباب المشارك أو حتي الحضور، فإنني أشعر بالضعف، ذلك الضعف الناتج عن الإبهار والتأثر، والناتج عن الاستمتاع والانتشاء .. الضعف أمام الجمال قوة ، وأمام التفوق علو ، وأمام الإجادة تميز..
ضعيف أنا أمام درجة الإبداع العالية في التسويق للمؤتمر.. كتاب التسويق كله تم تطبيقه في تسويق المؤتمر وفي التعريف به، وفي تقديمه للجمهور .. تسويق المؤتمر قبل انعقاده، وتغطية أخباره باحترافية أثناء انعقاده، كلها مقدمات تشير إلي أن المتابعة بعد المؤتمر ستكون ممتازة.. وبديهي أن المؤتمر نفسه »‬قماشة ممتازة» لأي مسوق شاطر .. وبديهي أيضاً أن الميزانية المناسبة التي تم وضعها كانت عاملاً مساعداً في إبراز هذا الحدث ، وفي تنفيذ استراتيجيات فعالة .. ظهر ذلك كله في كل لحظة ، وفي كل حدث تم تغطيته والترويج له..
ضعيف أنا أمام روعة الأغنية التي تم تجهيزها للمؤتمر.. أغنية تجمع القيم التي تجمع البشر والثقافات، ولا فرق بينها في الاهتمام بها وفي السعي الحثيث نحوها..كانت الأغنية موفقة للغاية .. هي أغنية عالمية شكلاً ومحتوي وقيمة ورسالة.. الكتابة الجيدة لكلمات الأغنية، واختيار لحن تستسيغه الأذن العالمية مهما كانت، وفي أي مكان، كان اختياراً موفقاً، وإضافة للمؤتمر واعرف قدر الجهد المبذول فيها .. كانت لي منذ أكثر من سنة تجربة مماثلة في الإشراف علي أغنية أو أوبريت »‬مصر قريبة» والتي شارك فيها عدد كبير من المطربين والفنانين المصريين والعرب للترويج للسياحة المصرية .. تعدد المشاركين يفرض جهداً أكبر، ويتطلب تنظيماً أقوي ..
ضعيف أنا أمام ثراء وتنوع المحاور التي تناولها المؤتمر .. قراءة سريعة في عناوين الجلسات تكشف عن كونها تتسع لكل الموضوعات التي تعاني منها أو تحتاجها مصر وغيرها من الدول التي تمر بنفس ظروفها .. التعليم ، والمستقبل ، والتكنولوجيا ، واحتواء طاقة الشباب ، هي القواسم المشتركة في كل الموضوعات .. طرح التجارب العالمية ، وتبادل الخبرات ، والاستماع إلي أصحاب الأفكار غير التقليدية من كل الثقافات شيء مهم وجوهري في اجتياز عقبات الحاضر ، وفي الانطلاق للمستقبل..
ضعيف أنا أمام ذكاء واختيار عينات الشباب من خارج مصر وطريقة تقديمهم لحالاتهم الانسانية .. الاختيار يشير إلي أنه كانت هناك دراسة وافية للعناصر المشاركة، وهناك مفاضلات وتصفيات .. والأهم أنه كان هناك فكر ورؤية ثاقبة.. النماذج التي تم تقديمها كانت مؤثرة .. بعضها جعل الجلود تقشعر ، وبعضها جعل العيون تبكي ، وبعضها طالت بها رءوسنا السماء ، وارتفعت بها أعناقنا بعيداً.. الاختيار الجيد أساس الحوار الجيد .. وهو ما تحقق ..
ضعيف أنا أمام كل مظاهر التميز في المؤتمر ، وكم كنت أتمني ألا تتجاوز مدة الملتقي يومين فقط .. طول الفترة (أسبوع كامل) يفقد الحدث تركيزه ويؤدي إلي التشبع قبل الانتهاء ، وإلي »‬الرطرطة» في التغطية .. وكم تمنيت أيضاً ألا يتم الخلط في المؤتمر بين ما هو »‬شأن مصري داخلي» وما هو دولي .. تداخلت الخطوط بشكل أفقد المؤتمر هويته في بعض الجلسات .. وكم تمنيت أن يتم تدريب مديري اللقاءات والندوات علي إدارة الجلسات بشكل أعمق .. بعض مديري الجلسات كانوا »‬حافظين» مش فاهمين .. ولذلك خرجت اللقاءات من بين أيديهم ..
كل مؤتمر ومصر دائماً بخير ..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف