الأخبار
خالد ابو بكر
نحتاج مستشفي العباسية للأمراض النفسية
أنا أقصد المبني، عدد وقيمة المباني الحكومية ذات المواقع المتميزة تكفي لتمويل استثمارات ما احوجنا اليها الآن ، وهو الجنان يتعالج في أي مكان.
طبعا عزيزي القارئ أنا لا اقصد نحتاج المستشفي من الناحية الطبية لأن والحمد لله لحد دلوقتي الأمور مع اغلبنا ماشية بقدرة ربنا وعقولنا بخير، لكن انا اتحدث عن مبان في أماكن مميزة جدا في الوقت الذي يمكن أن نستغل هذه الاماكن في استثمارات عديدة
الشهر الماضي حضر إلي مصر احد المستثمرين العرب الكبار (أوي ) وفي جولة في القاهرة وقف أمام مكانين جروبي وفندق شبرد.
طبعا جروبي ده فترة انا ما عيشتهاش لكن واضح انه كان حاجة مهمة في تاريخ الحياة الاجتماعية في مصر وفندق شبرد ده مكان تراه كل يوم اثناء تجولك في القاهرة لتشعر معه بالخيبة التقيلة، موقع ومبني ضخم لكن للاسف ولا أي شيء ولا اي انتاج ولا اي افكار وخسارة يومية.
ويأتي هذا المستثمر كل زيارة إلي مصر يحدثني عن جروبي وشبرد ويقولي حرام عليكم.
وإذ فجأة يعلن عن تطوعه لدراسة كبيرة عن شارع صلاح سالم ويلفت نظري إلي أهمية هذا الشارع وكم عدد المباني الحكومية التي تقع في هذا الشارع والتي تقدر بالمليارات ويتمني أن يتم إعادة استغلال هذا الشارع.
وقد لفت نظري إلي مواقع المباني الحكومية في القاهرة والجيزة وماذا نستفيد منها ؟
كل يوم وأنا ذاهب إلي مكتبي اسأل لماذا يوجد مبني المصل واللقاح في شارع البطل أحمد عبد العزيز ؟ ولماذا لا نستفيد من هذا المبني بشكل آخر ويتم نقله إلي مكان في المدن الجديدة مع توفير كل وسائل المواصلات الخاصة للموظفين بهذا المبني ؟
إن لدينا بعض المدارس الحكومية في حي الزمالك اراضيها تقدر بالملايين ولا اعتقد انها الآن في مكانها المناسب.
النظرية التي تم تطبيقها علي مبني مجمع التحرير لابد من أن تعمم ولا يمكن أن نقف أمام هذا الإهدار اليومي للمال العام دون افكار مبتكرة.
ماذا لو تم تأسيس شركة مساهمة مصرية تتملك كل هذه الاراضي من الدولة وتطرح في البورصة يكتتب فيها الجميع وتقوم بالاشراف علي هذه الثروة العقارية الضخمة واستغلالها تجاريا بشكل عصري وبسرعة أداء الشركات وليس الحكومات، ما العائد الذي سيأتي للمصريين حال وجود هذه المساحة الضخمة من الأرض المميزة علي شارع صلاح سالم والذي تقع عليه مستشفي العباسية للأمراض النفسية ؟ أليس الأقدر أن ينقل هذا المبني بأكمله إلي مكان آخر
لن اقول اننا في انتظار العاصمة الادارية الجديدة ولكن علي الاقل أول طريق السويس من ناحية والسادس من اكتوبر من ناحية أخري يمكن التوسع فيهما ونقل كل المباني إلي هناك
هل يعقل ان يتم افتتاح مبني النيابة الادارية منذ سنوات قليلة في ميدان مصطفي محمود ؟؟
وبالتالي تم وضع حواجز في الشارع الواقع فيه المبني وسيارات النيابة الادارية واتوبيساتها تشغل الشارع تماما فضلا عن الزحام الذي تسبب فيه وجود المبني في هذا المكان
وكي يكون واضحا للجميع انا لا اتحدث عن مبان اثرية أو عن بناء مميز، انا اتحدث عن مبان حكومية عادية جدا، وكذلك حال اقرار هذا الأمر أضع في الاعتبار تماما ان يتم مراعاة كل العاملين بهذه الأماكن.
كذلك كيف حتي يومنا هذا تدير الدولة بعض الفنادق السياحية !! علينا ان نتخلص من كل ذلك ان القطاع الخاص سيكون اكثر حركة من الدولة في هذا القطاع.
ان ما حدث من هدم لمبني الحزب الوطني علي نيل القاهرة اخذ وقتا طويلا ثم الآن هذه الارض كل يوم يمر دون استغلال لها فإن ذلك يعد اهدارا صريحا للمال العام فلماذا نتأخر في القرار وكلنا ندفع ثمن هذا التأخير.
مازلنا حتي هذه اللحظة نري في المحاكم قضايا من هيئات حكومية ضد بعضها البعض، شيء عجيب فعلا.
الحكومة تصرف أموالا ووقتا يهدر بسبب ان هيئاتها ووزارتها تختلف مع بعضها لدرجة التقاضي !!
ويأتي ملف آخر وهو ملف القصور الرئاسية، لماذا لاتفتح هذه القصور للزيارة لماذا يحرم المواطن المصري والسائح العربي والأجنبي من رؤية هذه الثروة الضخمة التي نملكها،، طبعا بعد تجهيزها لاستقبال الجمهور وبالطريقة اللي تتناسب مع الجمهور بتاعنا،، واكيد مفهوم ماذا أقصد.
بعض الحدائق العامة كلما مررت عليها اشعر بحزن شديد كم الإهمال وعدم الاهتمام فيها غير طبيعي، لماذا لا تضم كل هذه الحدائق إلي اللجنة أو الشركة التي اقترحها ويعاد استغلالها مرة اخري كي تكون متنفساً للمواطن البسيط وفي نفس الوقت تكون مظهراً حضاريا للبلد.
ان الافكار كثيرة جدا فيما يتعلق بثروة مصر العقارية وعلينا سرعة الانجاز وعدم التكاسل في اتخاذ القرار فكل يوم يمر انت في احتياج لمستشفي جديد ومدرسة جديدة وفي نفس الوقت تترك كل ما تملك دون استغلال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف