الجمهورية
بسيونى الحلوانى
بالمرصاد : قرار حاسم لوزير الأوقاف
اختلفت كثيرا مع وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة وكتبت علي صفحات الجمهورية أنتقد بعض قراراته وسياساته كلما رأيت ما يستدعي ذلك وعيني دائما كانت علي مصلحة الدعوة الإسلامية ومصالح الدعاة وخطباء المساجد الذين أطالب بحقوقهم منذ سنوات وسأظل ما بقي في العمر بقية.
لكني أسجل هنا تأييدي ودعمي لقرار الوزير بعقد دورات تثقيفية للدعاة ولأئمة المساجد في مختلف محافظات مصر فهذا القرار تأخر كثيرا.. وبعد هذه الدورات يتم اختبار الدعاة من خلال لجان علمية محايدة ومن يصلح للدعوة وفق استراتيجية تطوير وتجديد الخطاب الديني يستمر ومن لم تنطبق عليه المعايير يدخل دورة جديدة .. وهكذا.
ولا أدري ما الذي يغضب الدعاة في ذلك ولماذا ينظرون لهذا الأمر علي أنه يمثل إهانة لهم؟ ولماذا لا يقبلون راغبين لديهم القناعة بأن هذه الخطوة تنفي عنهم كثيرا من التهم الموجهة إليهم بالضعف وعدم مواكبة ما يطالب به المجتمع كله من ثورة جديدة في ساحة العمل الدعوي لمواجهة الفكر المتطرف الذي يخرج علينا من كل النوافذ ولم تعد هناك وسيلة لمقاومته سوي مواجهة الفكر بالفكر وتحصين أفراد المجتمع وخاصة الشباب بالفكر الإسلامي الصحيح.
لقد طلب مني عدد من الدعاة وخطباء المساجد- وهم أصدقاء ومنهم عدد كبير علي صفحتي علي فيس بوك- أن أهب للدفاع عنهم في مواجهة قرار ظالم ومجحف لوزير الأوقاف يريد إهانتهم بعد أن تقدم بهم العمر.. وأنا هنا أهدأ من روعهم وأصحح لهم الصورة الخاطئة التي تسربت الي أذهان كثير منهم بفعل التحريض الذي قام به مجموعة من الدعاة وخطباء المساجد المعروفين بتوجهاتهم وانتماءاتهم ولا يشغلهم سوي إشعال فتنة في محيط الدعاة وإحداث وقيعة بين الأزهر والأوقاف خاصة بعد أن ذهب عدد منهم الي ساحة الجامع الأزهر للاحتجاج والاعتصام بداخله علي قرار وزير الأوقاف.
الذين يهيجون دعاة الأوقاف ضد وزيرهم معروفون بتوجهاتهم السياسية وتحيط بهم العديد من الشبهات ولا ينبغي أن ينساق أحد خلفهم وعلي جميع الدعاة احترام قرار الوزارة وخطتها الجديدة لتطهير المساجد من الدعاة الذين لا يرتقون بمستواهم العلمي والفكري ولا يؤدون واجباتهم الدعوية بشكل مرضِ ومفيد للجماهير التي تتطلع الي داعية وخطيب جمعة يدرك المخاطر التي تحيط بالمجتمع ويحدثهم فيما يفيدهم وينقل لهم تعاليم الإسلام الصحيحة.
أغرب ما سمعته خلال الأيام الماضية من بعض الدعاة هو أن الوزير اتخذ هذه الخطوة لكي يقصي الدعاة أصحاب الميول الإخوانية والذين يستغلون المساجد في التحريض كلما أتيحت لهم الفرصة.. وأنا هنا أؤكد بأن وزير الأوقاف ليس في حاجة الي "تمثيلية" لكي يطهر المساجد من العناصر الإخوانية فقد سبق وصرح عشرات المرات بأن مساجد الأوقاف لم يعد فيها عنصر إخواني واحد.. وعندما حدثته أنا عن العناصر "النائمة" والتي لا تزال تمارس التحريض رد عليّ قائلا.. لقد تخلصنا من كل هذه العناصر ونحن نعمل الآن علي التخلص من العناصر "الميتة".
وزير الأوقاف ليس في حاجة الي مبرر.. ولو كان يستهدف بهذه الخطوة تطهير المساجد من العناصر الإخوانية لوجد تأييدا ومساندة من المجتمع كله فالجميع يتطلع الي أن تبقي المساجد للعبادة والدعوة الي الله دون انتماءات من هنا أو هناك.
نصيحتي للدعاة أن يهدأوا ويقبلوا علي الدورات التثقيفية ويقدموا دليل جودتهم وقدرتهم علي العطاء حتي تتوقف الاتهامات التي توجه لهم كل يوم.
ونصيحتي لوزير الأوقاف أن يتوقف عن الحديث عن ضعف الدعاة ويعطي توجيهاته للقائمين علي بوابة الأوقاف بالتوقف عن نشر أسماء الدعاة وخطباء المساجد الذين لم يوفقوا في هذه الدورات حتي لا نشهر بهم بين جماهيرهم خاصة وأن بعض الصحف والمواقع تتلقف هذه المنشورات وتحاول التشهير بدعاة مصر الذين نعتز بهم ونعتبرهم من القوة الناعمة لمصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف