الجمهورية
لويس جرجس
صور من بلدي - الرئيس وتعديل الدستور
تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أكثر من مرة - آخرها في حوار مع شبكة "CNBC" الأمريكية علي هامش منتدي الشباب العالمي - انه يحترم الدستور المصري ولا ينوي الترشح لفترة رئاسية ثالثة. حيث قال: "أنا مع الالتزام بفترتين رئاسيتين مدة الواحدة منهما 4 أعوام.. وأنا لست مع إجراء اي تعديل في الدستور في هذه الفترة".. هذا التأكيد المتكرر من الرئيس يضع المجتمع المصري بأكمله "الرئاسة والمواطنون والحكومة والمجتمع المدني" أمام مسئولياته نحو مستقبل الوطن علي اسس ديمقراطية سليمة. واعداد قيادات جديدة تتولي المسئولية بعد الفترتين الرئاسيتين للرئيس السيسي.
وقبل الخوض في كيفية العمل لبناء مستقبل الوطن باسلوب ديمقراطي. أوجه كلمة إلي المتكالبين علي نفاق الرئيس. بمحاولة تعديل الدستور لاعطائه فترة رئاسية ثالثة. أو لتمديد فترة الرئاسة لأكثر من أربع سنوات. انبههم فيها الي انهم خاسرون قضيتهم لأن الرئيس. كما يتضح من أقواله. يتحدث بناء علي ما لمسه من جموع المصريين في ثورتي 25 يناير و30 يونيو من رغبة جارفة للتخلص من الإرث الماضي البغيض بديكتاتوريته وفساده. ذلك الإرث الذي أدي الي تشوه المجتمع المصري. كما لمس أيضا رغبة جارفة في بناء الوطن علي اسس جديدة "ثورية". تتخلص من هذا الإرث البغيض. وتبني الوطن علي اسس المدنية الحديثة.. وطن قائم علي المواطنة وسيادة القانون والعدل والمساواة. فالمصريون بعد معاناة طويلة يتطلعون إلي وطن تتحدد فيه مكانة المواطن بعمله وليس بمنصبه. باجتهاده لا بما يملكه من مال وجاه. بخبراته وليس بقربه من اصحاب السلطة. بشخصه لا بما ينتمي إليه من عصبية. وطن يعتمد علي أهل الكفاءة وليس أهل الثقة.
بناء هذا الوطن الجديد ليس بالأمر اليسير أو الهين. ولكنه في ذات الوقت ليس مستحيلاً. إنه ممكن فقط عندما تخلص النوايا. ويبتعد من يتولون المسئولية عن الحرص علي المصلحة الشخصية قبل مصلحة الوطن. الأمر يتطلب بناء حياة سياسية صحيحة قائمة علي تبادل الآراء بحرية دون خوف. تساهم في بناء جيل من السياسيين القادرين علي تحمل المسئولية. فبناء الحياة السياسية الصحيحة يستلزم تشجيع قيام "أحزاب حقيقية" يعبر كل منها عن مصالح طبقة من طبقات المجتمع. وتتبني برامج سياسية "حقيقية" تعكس مصالح الطبقات التي تمثلها. وتشجيع المنافسة الشريفة بينها. وترك الآراء تتصارع عبر الحوارات.
الأمر يتطلب أيضا بناء منظومة إعلامية جديدة تفسح المجال لكل الآراء لكي تتفاعل دون تخوين أو إرهاب فكري يمنع اصحاب الآراء من طرح ما لديهم من أفكار. ربما يستفيد منها المجتمع في سعيه لتحقيق الوطن الجديد.
ولعله من المصادفات الحميدة ان تضمن المنتدي الدولي للشباب محوراً بعنوان "صناعة قادة المستقبل" وهو ما يصب في صالح هدف خلق جيل جديد من القادة يتحملون مسئولية الوطن في المستقبل. حيث أوصي المشاركون في إحدي جلسات هذا المحور بالعمل علي تنمية مهارات القادة الجدد من الشباب. وإيجاد البيئة المناسبة لتطوير قدراتهم بما يتوافق مع التحديات الكبيرة التي يفرضها العصر. وتشجيع الأفكار الجديدة التي تفيد المجتمع.
وأكدوا أهمية غرس قيم القيادة لدي الأطفال. وتطوير نظام التعليم ليساعد في تكوين شخصيات خلاقة لديها القدرة علي الابداع والتفكير. وأكدوا ان شخصية القائد يجب ان تتمتع بعدد من السمات منها الإيمان بثقافة العمل الجماعي. وحسن الاستماع للمحيطين به. وعدم الانفراد في القرارات.. مرة أخري. الأمر ليس سهلا ولكنه ليس مستحيلاً. لو خلصت النوايا.
لقطة :
القرارات والقوانين في كل العالم تصدر لكي تنفذ إلا عندنا للأسف. والدليل تنبيه محافظ السويس علي رؤساء الأحياء ورئيس جهاز التجميل والنظافة بضرورة تطبيق قرار خاص بالنظافة صادر في 2015. ويتضمن فرض غرامات بقيمة 200 جنيه للفرد وألف جنيه للمحل التجاري و5 آلاف جنيه للشركات. وغرامة حتي عشرة آلاف جنيه. علي من ينقل المخلفات بطريقة تضر بالمارة أو الطريق العام.. القرار صادر منذ سنتين ولكنه مرفوع من الخدمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف