المساء
أحمد سليمان
في حب مصر - "فيسبوك" وسنينه..!!
نشرت قناة "سكاي نيوز" البريطانية حواراً مع أول رئيس لموقع "فيسبوك" الملياردير شون باركر أجراه معه موقع "اكسيوس نيوز" الاخباري يبوح خلاله بالهدف الحقيقي من إنشاء "فيسبوك". فقال إن الفكرة من وراء وسائل التواصل الاجتماعي تقوم علي الاستحواذ علي أكبر قدر ممكن من وقت واهتمام الفرد. وحذر باركر من خطورة "فيسبوك" علي عقول الأطفال عندما قال إن الله وحده يعلم تأثيره علي عقول أطفالنا.
قال باركر أيضاً إنه وباقي المؤسسين للموقع- ومن بينهم المدير التنفيذي الحالي مارك زوكربرج- كانوا علي دراية تامة بطبيعة الموقع وما يمكن ان يسببه لمستخدميه. فموقع "فيسبوك" يمنحك قدراً بسيطاً من المتعة والسعادة عندما يقوم أحد الأشخاص بالتعليق أو حتي الاعجاب بصورة أو مشاركة لك. مما يدفعك لوضع المزيد منها. وتستمر العجلة سعياً للحصول علي المزيد من نقرات الاعجاب والتعلقيات فيضيع الوقت رويداً رويداً.
لم يعلم مؤسسو "فيسبوك" ان هذا الموقع سيتم استغلاله أسوأ استغلال من قبل العاطلين والفجار ومعدومي الضمير في الوطن العربي. ففي بداية معرفة العرب بهذا الموقع جذب انتباههم علي أنه قد يكون وسيلة جيدة للتواصل مع الأقارب والأصدقاء ممن يصعب الالتقاء بهم نظراً لانشغال كل واحد بمسئولياته ومتطلبات حياته وعمله وأسرته. وحدث بالفعل أن انجذب ملايين العرب وفي مقدمتهم المصريون للتعامل مع "فيسبوك" علي أنه وسيلة تواصل وليست وسيلة تفسخ وانهيار وفي كثير من الأحيان وقاحة وسفالة وقلة أدب. وأهداف مشبوهة.
الآن انصرف عدد كبير من مستخدمي "فيسبوك" عن التعامل معه. فلا نكاد نري تعليقاً أو اعجاباً علي أي مشاركة من أي مستخدم للفيسبوك حتي لو كان هذا المستخدم تربطه علاقات قوية بمن يرفض التعليق أو الاعجاب. ليس لشيء إلا أن معظم مستخدمي "فيسبوك" من العقلاء اكتشفوا ان "فيسبوك" أصبح مضيعة للوقت. ولا يدخلون علي صفحاتهم الشخصية أو الموقع نفسه إلا لمعرفة أخبار الأصدقاء. وهل هناك شيء مهم يستحق التعليق بخلاف الإعلان عن حالات الوفاة أو الإصابة فأصبحنا نجد في كثير من الاحيان من يري في نفسه أديباً ومنظراً وعالماً ببواطن الأمور وخبيراً في كل شيء ويبدي رأيه بشأن قضية معينة بطريقة توحي بأنه الأكثر فهماً ودراية ووعياً بما يقول بينما اخطاؤه اللغوية والإملائية تصرخ بجهالته.
"فيسبوك" أصبح وسيلة المقهورين والعاجزين- إلا من رحم ربي- وهذا يبدو واضحاًَ للعيان عندما تجد منشورات تافهة بتعليقات واعجابات كثيرة لا تستحق حتي النظر إليها. وفي الوقت نفسه تجد شخصية محترمة وتحظي بالقبول لدي الكثيرين بينما لا تحظي منشوراتها الجيدة بغير اعجاب أو تعليق واحد. وعندما تكتشف هذه الشخصيات ذلك التجاهل من الأصدقاء والأحباب تصاب بالاحباط والنقمة علي انها وضعت هذا المنشور من الأساس.
الكثيرون قاطعوا "فيسبوك" منذ فترة لعدم جدواه واختلاط الحابل بالنابل حتي تاه الشرفاء والمحترمون وسط غثاء الجهلاء والأغبياء والسفلة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف