جلال دويدار
خواطر - لقاء مفيد ومثير للإعجاب
أثارني واستحوذ علي إعجابي ودفعني إلي متابعته.. ما دار في اللقاء المطول بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وممثلي وسائل الإعلام يوم الخميس الماضي علي هامش اختتام مؤتمر الشباب الذي عُقد في شرم الشيخ. ماتناوله الرئيس في إجاباته عن الأسئلة والاستفسارات اتسم بالوضوح والصراحة والأمانة التي تعكس ثوابت سياسات مصر ومواقفها داخلياً وخارجياً. لفت نظري أن الرئيس كان متجليا وهادئا وهو ما انعكس ايجاباً علي نجاح اللقاء وما سوف يترتب عليه من تأثيرات وردود أفعال.
دون الدخول في التفاصيل المنشورة والمذاعة، كان الرئيس محدداً وحصيفاً وواضحاً للغاية في إفهام الحاضرين توجهات مصر من كل القضايا سواء كانت خارجية أو داخلية. ركز علي الدور الذي تقوم به الدولة المصرية ومن ورائها الشعب المصري في مكافحة الإرهاب والتصدي لخطره الذي أصبح يهدد كل دول العالم.
حرص الرئيس علي أن يرد علي كل الأسئلة والاستفهامات حول القضايا التي تموج بها الساحتين المحلية والإقليمية والدولية ويتم استخدامها للنيل من مصر من جانب المتربصين والحاقدين. ضرب مثلا علي ذلك بما يقال حول تسليح وتزويد القوات المسلحة بالأسلحة الحديثة. قال إن ذلك يعود إلي حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها المنطقة وحتمية الدفاع عن أمننا وحدودنا ومواجهة أخطار التحركات الإرهابية. في هذا الإطار كرر تأكيده علي موقف مصر ومسئوليتها القومية عن أمن دول الخليج العربي، مشيراً في ذلك إلي السعودية والإمارات والبحرين.
حرص الرئيس علي أن يحيي الشعب المصري علي تقبله وتحمله لإجراءات الإصلاح الاقتصادي. مؤكداً علي أن الأحوال سوف تتحسن بإذن الله بداية من العام القادم. قال إنه سوف يصاحب ذلك ارتفاع في قيمة الجنيه المصري الذي انخفض نتيجة قرار التعويم. إضافة إلي أن المشروعات والأنشطة المختلفة التي يجري العمل فيها وتنفيذها سوف يكون لها عوائد مؤثرة علي الاقتصاد القومي هذا سوف يجعلنا لا نعتمد بشكل أساسي علي السياحة التي يتم استهدافها لإضعافنا اقتصادياً.
الحقيقة أن اللقاء جاء معبراً بشكل شامل عن كل ما هو مثار علي الساحتين الداخلية والخارجية. حسم الرئيس أيضا كل ما يتردد حول التفريط في الأرض قال إن ذلك لا يمكن أن يتم لحساب كائن من كان وأن لا تنازل عن حقوق مصر في مياه النيل، ليس من تعليق لي بحكم خبرتي الصحفية الطويلة سوي أن ارفع القبعة لهذا التوفيق الذي اتسم بحالة من »الروقان». من المؤكد أن النجاح الذي أحاط بمؤتمر الشباب المصري العالمي كان من أهم أسباب هذا التجلي الذي يدعو إلي الاقتناع والقبول بكل ما قيل.
لاجدال هذا النجاح في التعامل مع الإعلام يدعوني إلي مطالبة الرئيس أن تكون هناك دورية لهذه اللقاءات حتي تكون مواقف وصورة مصر واضحة وجلية للجميع.