الأخبار
خالد رزق
لقطاء المشهد السياسي...
قبل ثورة شعبنا العظيم علي نظام المخلوع حسني مبارك في 25 يناير 2011 كان المشهد السياسي الرسمي إن جاز أن نطلق علي ممارسات الحزب الوطني المنحل وغيره من الأحزاب المكملة للصورة سياسة عبثياً وإلي درجة يصعب معها فهم كيف أن كل هؤلاء المنضوين تحت عباءة الوطني وباقي الأحزاب كانوا يدركون بالأساس مفهوم السياسة كاصطلاح عام.
في المشهد كان صبيان الحزب الوطني تحت وصاية الصبي المعجزة جمال مبارك ومعاونه تاجر الحديد أحمد عز وبعد سنوات 7 تقريباً من أفول نجم عصبة الحزب القديمة صفوت الشريف وكمال الشاذلي ويوسف والي » يديرون»‬ شئون البلد كلها وليس فقط شئون الحزب..
وعبر السيطرة علي جهاز أمن الدولة عقد الثنائي صاحب الحظوة لدي الحاكم الإمعة الاتفاقات مع باقي الأحزاب الصورية لاقتسام وتوزيع الأنصبة في المجالس المحلية.. كانوا بالضبط كعصابة سطت علي خزانة وجلسوا للمحاصصة والاقتسام كل حسب حجمه ودوره.. ومعيار القياس هنا للحجم والدور ليس سياسياً يحتسب بالقدرة علي التأثير الجاهيري فلا الوطني ولا غيره من الأحزاب حتي التاريخي منها كانوا يحتفظون بأي قدرة علي التأثير في الشارع اللهم إلا إن احتسبنا طوابير المقتاتين علي فتات الأموال والمصالح وراء الوطني وزبانيته وعشرات من عناصر أحزاب اختاروا بالأساس أن تكون مصالحهم الشخصية الضيقة هي طريق الممارسة..، وإنما كان المعيار هو مدي التجاوب والتأييد لكل ما يريد الحاكم وحزبه.. !!
باختصار غابت السياسة بالكلية عن ممارسات الأحزاب كلها.. فلا حديث يناقش رؤي اقتصادية واجتماعية وحتي المواقف المبدئية للدولة من ما يجري حولنا في العالم.. وعند القواعد كانت الصورة أشد قبحاً.. فالانضمام للوطني المنحل أو عضوية مجلس محلي قرية عنه كان السبيل لأحط أنواع المصالح الشخصية علي حساب المواطن.. والكلام هنا ليس مجازياً فحتي مصابيح أعمدة الإنارة العامة منح الحق في توزيعها بالقري لأعضاء الوطني بالمجالس المحلية فكانت سبيلاً للسرقة والتربح والفساد عبر الاتجار بها، أما علي مستوي القيادات الأكبر نواب البرلمان.. فكانوا يبدلون ويغيرون حتي في مسارات طرق تقرر رصفها لما يخدم مصالحهم فقط..
هذه العينة من لقطاء المشهد المصري كان مفترضاً أن تغيب عن الصورة بعد ثورتين قادهما هذا الشعب المبتلي سيئ الحظ، ولكنها عادت وبقوة لتعلن عن وجودها وإصرارها علي تلويث حياتنا، فمن خلال عشرات الأحزاب يطل علينا أوضع صغار الوطني المنحل يجاورهم عناصر أحزاب عفي عليها الزمن، ليقولوا للنظام بأن دورهم لا غني عنه، كل ما يتمناه هؤلاء أن يؤسس الحاكم حزباً فيعودوا إلي سيرتهم الأولي فلا مكان وموقع لأمثالهم بين ناس يلفظونهم، وهذا لا أتصوره يحدث.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف