محمد حسين
عند مفترق - الطرق متى تتوقف «المفرمة»؟!
علامات الطرق الإرشادية، التى تحدد طول طريق السفر بالكيلو مترات، ما قطع منها وما تبقى، تكتسب أهمية كبيرة، فى تعريف المسافرين، بالمسافة والوقت المتبقيين على محطة الوصول، أما الطرق التى بلا علامات، فإنها تشكل عبئا وضغطا وقلقا، لا يعلم أحد متى تنتهى.
خطط الإصلاح الاقتصادى الشاملة، لا تختلف كثيرا عن طرق السفر الطويلة، فهى أيضا سفر من نوع آخر، سفر نحو المستقبل الذى تتطلع إليه الشعوب، وإلى الحياة الجديدة الموفورة بالكرامة الإنسانية، وبالإشباع.
ثقيلة ومؤلمة وداهمة، خطط الإصلاح المفتوحة على مصراعيها، بلا ميعاد معلن، للوصول إلى الأهداف المطلوبة.
يحذر علماء الاقتصاد والاجتماع والنفس، من تأخر شعور المواطن بنتائج الإصلاح الاقتصادى، كما أنهم يقيسون «نجاعة» الإصلاح، بحالة الطبقة الوسطى فى المجتمع، فإذا حافظت خطة الإصلاح عليها، فإنها تسير فى طريق صحيح، وإذا ما تدهورت أحوالها، فإن تماسك المجتمع فى خطر.
لا يخفى على أحد معاناة الطبقة الوسطى فى مصر، بعد أن فقدت 50% من دخلها بسبب قرار التعويم، وهو ما أدى إلى دخولها فى نفق مظلم، لدرجة أنها تشهد أكبر تراجع للطبقة الوسطى على مستوى العالم، والسؤال الملح:متى تتوقف «المفرمة» التى تدور بلا رحمة؟!
> فى الختام.. يقول الشاعر محمود درويش:
«على قلبى مشيت، كأن قلبى
طريق، أو رصيف، أو هواء».