الجمهورية
مصطفى هدهود
من هو الشعب المصرى
أثناء توجهي الجمعة الماضي لحضور جنازة شقيق محافظ الاسكندرية في أحد مساجد قرية منيل شيحة شاهدت شاباً في مقتبل العمر مرتدياً ملابس نظيفة جداً وفوق رأسه طاولة عيش لنقلها إلي مستخدميها و في نفس الوقت رأيت رتلا كبيراً من سيارات المكروباصات في ميدان المنيب وتجمعات كبيرة من مواطنين متوسطي الحال. وهنا دار في ذهني من هو الشعب المصري الحقيقي؟؟؟
هل الشعب المصري هو المواطن الشريف الذي يعمل ليلاً ونهاراً في أعمال شريفة بحثاً عن المال الشريف لاعاشة اسرته؟ هل هو ذلك المواطن صاحب العربة النيفا الحمراء الذي يأتي فجر كل يوم ومعه بناته مرتديات ملابس المدرسة وزوجته ويعملون جميعا لإنزال مجموعات من الخضار وفرشها علي الرصيف أمام حديقة الطفل بمدينة نصر ويمكث هو وزوجته لبيع هذه المجموعات وتتوجه بناته إلي المدرسة وكلهم عزة وكرامة ثم يعدن بعد الظهر لمساعده والديهما؟ ام هو ذلك المواطن الذي يفترش الرصيف في الجهة الاخري ومعه زوجته وأولاده الاربعة الذين يبيتون علي الرصيف ولا يذهبون للمدرسة ولايعرفون القراءة والكتابة؟ هل الشعب المصري ذلك الجندي والضابط والصف ضابط بالقوات المسلحة والشرطة المتواجدين بسيناء والصحراء الغربية وكل مكان داخل مصر ويسهرون ليلاً ونهاراً لحماية باقي أطياف الشعب المصري من الارهاب الدولي والمحلي والحفاظ علي حدود وأراضي مصر ومقاومة مخططات الصهيونية العالمية لتقسيم مصر معرضين انفسهم للاستشهاد وترك اسرهم وأولادهم بلا عائل؟ أم الشعب المصري هؤلاء الشباب والشابات المرتدين الملابس الغربية والمتواجدين نهاراً وليلاً في القهاوي و الكافيهات والنوادي الليلية والمتسكعين داخل المولات والبعيدين عن الرياضة والاخلاق والمدمنين و المستمرين في تناول المهدئات والترامادول والافيون والحشيش والبانجو؟ هل الشعب المصري هم هؤلاء المستثمرين الشرفاء الذين يريدون الاستثمار في مجال الصناعة والزراعة والخدمات و اللوجيستات للمساعدة في تنمية الاقتصاد المصري وإيجاد فرص عمل لشباب الدولة والحد من الاستيراد؟
أم هؤلاء السماسرة الذين يعملون في مجال الهجرة غير الشرعية والاتجار في الترامادول والافيون و البانجو والمساعدة في إضعاف العنصر البشري المصري والذين يكونون عصابات ارهابية واجرامية داخل كل المحافظات؟
هل الشعب المصري هم الشباب الباحثين عن العلم والمعرفة والتكنولوجيا واحترام العمل والزمن واحترام الاب والام والاسرة وباقي افراد المجتمع؟ ام الشباب الباحث عن الجنس والتشبه بالغرب في النواحي السلبية مثل اللبس وأسلوب الحياه والاتجاه نحو الشذوذ الجنسي وتقليد المثليين؟
هل أطفال مصر هم الاطفال المنتشرين في القري والاحياء الشعبية والعشوائيات دون تعليم ومرتدين ملابس قذرة ويسيرون حافيين القدم ودون تسريح شعورهم؟ ام هم الاطفال المتواجدون بالقري والمدن والذين تهتم بهم أمهاتهم وبتربيتهم تربية حسنة والاهتمام بالتعليم بالرغم من انخفاض المستوي الاجتماعي؟
هل الشعب المصري هم فئات الموظفين المنتمين لمؤسساتهم ووطنهم والمواظبين علي العمل بجد واجتهاد دون كسل وتلبية مطالب العمل علي التوازي مع مطالبهم الشخصية. أم فئات الموظفين الانانيين الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية دون النظر لمصلحة المؤسسات التي يعملون بها ودون النظر لتلبية مطالب الاخرين وانكار الذات؟
هل الشعب المصري هو المدرس والطبيب والصيدلي والمحاسب والقانوني والاعلامي الذي يؤدي عمله باتقان ويتفاني في حبه لزملائه ووطنه؟ أم هؤلاء الباحثين عن المال دون النظر للعمل الجماعي ودون الاخذ في الاعتبار مصلحة المتعامل معهم؟
هل الشعب المصري هم هؤلاء المعتدين علي أملاك الدولة في كل محافظات مصر والمعتدين علي الاراضي الزراعية والمعتدين علي أموال وأملاك الغير؟ أم الشعب المصري الشريف الذي يستحرم التعدي علي أي شئ غير مملوك له وتنفيذ القانون علي نفسه وعلي عائلته.
هل الشعب المصري هم هؤلاء خريجي الجامعات ولايعملون في مجال تخصصهم العلمي والاتجاه نحو أعمال خدماتية أو غير شريفة او يعمل عامل ديليفري أو في قري سياحية أو سائق تاكسي أو توكتوك أو ميكروباص بحثاً عن المال دون النظر للاستغلال الامثل للاموال التي صرفتها الدولة وأسرته علي تعليمه حتي التخرج في الجامعة أو المدارس؟ أم هؤلاء الشباب خريجو الجامعات الباحثون عن العمل في مجال تخصصهم والباحثون عن استمرار التعليم وزيادة مستوي المعرفة من خلال دراسات عليا حقيقية تساعد علي تطوير أنفسهم وتطوير وزيادة معدل نمو الوطن مصر الغالي؟
هل الشعب المصري هم هؤلاء الطبقات مستخدمو الميكروباصات وقطارات الدرجة الثانية والثالثة بحالتها السيئة؟ أم هؤلاء مستخدمي أرقي السيارات؟ هل الشعب المصري هم قاطنو الشقق الصغيرة ذات حجرة النوم الواحدة حيث ينام الاب والام وأولادهم الاربعة أو الخمسة علي سرير واحد؟ أم هؤلاء قاطني المدن الجديدة والكمبوندات والفيلات والشقق المتعددة والمقفولة وغير المستخدمة؟
هل الشعب المصري هم الذين يبحثون عن قضاء عشرة أيام في الصيف في أحد المصايف متوسطة الحال مثل جمصة ورأس البر واحياء سيدي بشر والحضرة بالاسكندرية؟ أم هؤلاء صاحبو الفيلات في المعمورة ثم الانتقال إلي الساحل الشمالي ثم الانتقال إلي رأس الحكمة ومراسي ثم الانتقال إلي مطروح والسلوم؟
بصراحة نعرف جميعاً من هم الشعب المصري الحقيقي الكادح المتفاني في تعليمه وعمله. المحب لوطنه و أهله القانع بما هو قليل. والمؤمن بالله سبحانه وتعالي ورسوله سيدنا محمد آخر الانبياء.
يارب أحرس مصر يارب حافظ علي شعب مصر يارب بارك في قيادات مصر الشريفة يارب إحفظ العالم العربي أوطاناً وشعوباً يارب ابعد المخاطر والسحب السوداء الملبدة بالغيوم التي تسيطر علي الاجواء العربية والمصرية في الوقت الحالي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف