الجمهورية
مؤمن ماجد
عضة كلب
كائنات تخرج من العدم.. تلمع عيونها في الظلام.. يمزق صوتها خيوط سكون الليل.. تطاردك إذا كنت و حيداً.. إذا خفت سقطت ضحية.. إذا ثبت وتماسكت هربت بحثاً عن ضحية أخري.. إنها الكلاب الضالة.
الأرقام الرسمية تقول إن في شوارع مصر 15 مليون كلب ضال.. ترتكب 330 ألف حادث عض سنوياً.. تتسبب بنسبة 22% في نقل الأمراض المعدية.. ومع ذلك فإننا نستسلم ببرود مدهش لهذه الظاهرة المرعبة.
حدائق الأهرام ثم مدينة نصر يليهما المقطم.. هي أكثر أحياء القاهرة ازدحاماً بالكلاب الضالة التي تعيش عادة في الخرابات والأماكن المهجورة والمناطق الأقل كثافة سكانية.. وتفتش عن غذائها في الزبالة أو من الطعام الذي يقدمه لها أصحاب النوايا الحسنة.
قديماً كانت عربات الكلاب تجوب الشوارع وتقتل الكلاب بالخرطوش.. وأمام اعتراضات جماعات الرفق بالحيوان اكتفت بصيدها واخصائها أو تطعيمها ضد السعار.. ومرت الأيام وتحول صيادو الكلاب إلي موظفين في المكاتب ولم يعد أحد يخرج إلي الشارع.
مسئولو الطب البيطري يقولون إنه بعد تعويم الجنيه لم تعد الميزانية تكفي لشراء الطعوم.. ولم تعد لديهم حتي معدات اصطياد الكلاب.. وإن مطاردة الكلاب الضالة لم تعد من الأولويات.
الناس تشكو من الكلاب الضالة.. والقصص كثيرة عن طفل عقره كلب ضال.. أو فتاة هربت رعباً من قطيع من الكلاب.. أو رجل مسن لم يجد إلا عصاه التي يتوكأ عليها لتحميه من بطش الحيوانات المسعورة.
كلنا تعرضنا لمطاردة الكلاب الضالة ولكننا نكتفي بجملة "الحمد لله.. جت سليمة" ولا نفعل شيئاً أمام هذه الظاهرة المرعبة ولذلك فإننا جميعاً نستحق.. عضبة كلب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف