الأهرام
سعاد طنطاوى
الحل السحرى لإنقاذ أمن مصر المائى
كم من شباب يحبون هذا الوطن ويحملون همومه فوق أكتافهم ، يواصلون الليل بالنهار من أجل حل مشكلاته ، يقدمون الدراسات ويداومون على الابحاث ويتوصلون الى نتائج ايجابيه يمكن أن تحل العديد من المشكلات فى هذا البلد ، ويكون مصيرها فى النهاية درج خشبى تحبس فيه الى مدى الزمان
فايز فتحى عبد الرحيم شاب فى منتصف العمر ، مهندس بإدارة منوف الزراعية واحد من أولئك الشباب الذين ينتمون للوطن ويشغل تفكيره بحل مشكلاته التى لاتنتهى أبدا ، شغله الشاغل وهمه الاكبر هو مشكلة نقص المياة والازمة الكبرى التى سوف تمر بها مصر مستقبلا
فالازمة الحقيقية في المياه ، أن مواردنا المائية سواء التقليدية أو غير التقليدية تتراوح ما بين 65 إلى 70 مليار متر مكعب ، واستهلاكنا يصل إلى 100 مليار متر مكعب ، كان نصيب الفرد من المياه سنويا 1000 متر مكعب من المياه لكل أغراضه المعيشية و أصبح نصيبه الآن حوالي 650 مترا مكعبا، فكيف يكون الحال مع الاسراف المفرط للمياه دون حاجة والزيادة السكانية والملوثات بكل أشكالها للمياه الصالحة للشرب وللزراعة ؟ والاجابة بإختصار فى رأى فايز فتحى ضرورة إدارة سليمة للموارد المائية لتعظيم الاستفادة منها.
المهندس الشاب من خلال عمله فى الإدارة الزراعية استطاع ان يتوصل الى حلول جديدة لمواجهة العجز المائى ، جمّعها فى دراسات وأبحاث له فيها حق الملكية الفكرية ، طاف بها على كثيرين وكثيرين ليستفيدوا بها ويفيدوا الوطن ولم يجد إلا ودن من طين والآخرى من عجين ومسئولين لم يكلفوا حتى أنفسهم للإطلاع عليها ، واصابه الخوف من ذاك الدرج الخشبى الذى يحبس انفاس الدراسة وصاحب الدراسة نفسه فطاف بها على الإعلام كبوق عله يصل صوته ويجد أذن صاغية تسمع له، فدراساته مهمة لأنها تخص قضية أمن قومى ونأمل أن تجد رد فعل من رئيس الوزراء ووزيرى الزراعة والرى اذا كان هناك نية حقيقية لانقاذ مصر من هذه الكارثة
الملفت للانتباه فى دراسة المهندس فايز فتحى التى اتخذ من المنوفية لها نموذجا، أنها لن تكلف الدولة ماديا اذا تم توحيد الرؤى فى العمل الادارى من الجهات المشتركة في هذا الأمر وهي الزراعة والري والصرف بتحديد هندسة ري واحدة وهندسة صرف واحدة أمام إدارة زراعية واحدة في المركز الواحد لمواجهه أزمة العمل المشترك بين الوزارتين حيث ان التقسيم الحالي في معظم المراكز التابعه للمحافظه يوجد به اختلاف كبير من حيث تقسيم البلاد بينهم ومن شأنه تشتيت العمل فى ظل اللخبطة والعشوائية المعروفة فى العمل الزراعي بأن المحافظه بها المديريه وباقي المراكز بها الادارات وكل اداره تشمل القري بالمركز المحيط بها وهو نفس الآمر بالنسبه لعمل ادارات هندسات الري والصرف فإن المحافظه بها المديريه (الاداره العامه) ولكن المركز الواحد مقسم بين عدد من هندسات الري والصرف ويمتد باقي التقسيم الي مراكز اخري ويكون بذلك مخالفا لعمل الإدارات الزراعيه من حيث التقسيم ، ويكون بذلك عمل الإداره الزراعيه الواحده امام عدد من الهندسات للري والصرف فلا يخدم العمل الزراعي وسرعه الاداء فمثلا تجد إداره زراعيه واحده تخاطب عدد من الهندسات في محيط البلاد الواقعه تحت المركز الواحد وتكون هذه الهندسات لها بلاد اخري تابعه لإدارات اخري في مركز أخر كما أنّ عمل إداره الري والصرف الواحده أمام عدد من الإدارات الزراعيه وهو بذلك لا يخدم العمل الزراعي ولا الفني من ناحيه الإداره الهندسيه للري والصرف ومن ناحيه سرعه الآداء والعمل المشترك وعلي هذا الاساس يمثل التقسيم القائم حاليا اعاقه العمل مع الإدارات الزراعيه ويكون الحل فى تقسيم البلدان الواقعه تحت كل هندسه من الهندسات بما يتناسب مع باقي الإدارات الزراعيه فتكون البلاد الواقعه تحت إشراف الإداره الزراعيه الواحده هي نفس البلاد الواقعه تحت اشراف الاداره الهندسيه للري والصرف الواحده .

وبذلك يكون عدد القري والمناطق الواقعه تحت كل إداره زراعيه واحده هي نفس عدد القري الواقعه تحت إداره هندسه الري وهندسه الصرف الواحده التابعه لنفس المركز، وبهذا التنسيق يكون العمل المشترك بين الإدارات الثلاث الزراعيه و هندسات الري والصرف قادر علي سرعه الأداء وحل مشاكل المزارعين المتعلقه بينهم ويخدم عمليه التطوير في الري والصرف والتغلب علي مشاكل زياده المياه أو نقصانها فى المركز الواحد دون اللجوء الي الادارات العامه والمديريه لحل مشكله المركز الواحد في ظل مواجهات مشتركه لهم.

بالتأكيد الحل سحرى لإنقاذ أمن مصر المائى ونتمنى أن يجد استجابة سريعة من المعنيين بالأمر قبل فوات الآوان خاصة وأن دراسات المهندس الزراعى كشفت عن مصيبة ثانية فى البحر الفرعونى بالمنوفية التى اصبحت مياهه خلط بين الماء العذب وماء الصرف مما اضرار بالماء العذب الذى يأتى من نهايه خمس ترع رئيسيه وابيار ارتوازيه ومياة صرف مقبلة من نهايه خمسه مصارف رئيسيه وبعض زوارق الصرف بتلوانه و سروهيت و المصرف الكبير و فيشا و شنشور وغيرها ، والمصيبة الاكبر أن الصيادين يعتمدوا على هذا المصرف فى تربيه اسماك تتغذى على مخلفات الصرف وتكون غير صالحة للاستخدام الادامى ويتم بيعها بالاطنان للمواطنين
ولانه بعد الظلام يأتى النور فتقدم نفس الدراسة مقترحا ثالثا للإستفادة من الطرق المحيطة بالمصارف وكذلك المسطحات المائية فيها بما يتناسب مع التطوير الحضاري لإقامة مشروعات تنموية على المسطح المائي للحفاظ على مياه الصرف الزراعي.
اعتقد أنه خسارة كبرى الا نستفيد من مثل هذه الدراسات التى تنقذ بلادنا من الشح المائى فى ظل أزمة سد النهضة وبالمناسبة هنا ذاك الشاب المهندس قدم سابقا مقترحا لتوفير مياة الرى عن طريق زراعه الذره بطريقه المصاطب حيث توفر 9مليارات متر مكعب من المياه .....فهل من مجيب قبل أن تختطفه إحدى الدول العربية أو الاجنبية ؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف