خلال متابعتي لقمة المناخ التي تعقد الآن في مدينة بون الألمانية لاحظت اهتمام العالم بمتابعة عرض التجارب الناجحة في التصدي لمخاطر التغيرات المناخية وعادة ما تحظي تجارب الدول النامية والفقيرة بأكبر قدر من الاهتمام خاصة من مؤسسات التمويل الدولية.
استمعت لعرض وزارة الكهرباء في مصر لتجاربها مع الطاقات الجديدة الشمس والرياح وغيرهما كما وكيف نفذت مصر برامج تحسين كفاءة الطاقة في مختلف القطاعات وذلك ضمن فعاليات يوم الطاقة أمام قمة المناخ والحقيقة أن العرض المصري قدمه المهندس أحمد مهينة وكيل وزارة الكهرباء واستقبل بحفاوة كبيرة من خبراء الطاقة في العالم ومن مؤسسات التمويل الدولية وهذه الحفاوة عادة ما تترجم في صورة دعم سواء مادي أو فني في صورة نقل للتكنولوجيا التي تعد أهم عقبة أمام الدول النامية كما تعد أفضل دعاية لجذب الاستثمارات في هذا المجال داخل بلدنا التي تزخر بطاقة الشمس والرياح.
شملت فعاليات قمة المناخ يوم للعمل الزراعي قدمت فيه العديد من الدول الأفريقية تجاربها مع الزراعة والصيد وتربية الماشية وكيف تغلبت علي مخاطر المناخ وبحثت عن ممثل لوزارة الزراعة في مصر لكي يتحدث عن التجربة المصرية وعلمت أنه لم يشارك أحد من وزارة الزراعة رغم أن قرار رئيس مجلس الوزراء بالمشاركين في قمة المناخ يضم ممثلين عن وزارة الزراعة.
الحقيقة أن التجارب الزراعية التي عرضت أمام القمة أقل بكثير من التجربة المصرية التي طبقتها وزارة الزراعة في صعيد مصر وحققت نجاحات فائقة في التغلب علي مخاطر التغيرات المناخية والتي يطلق عليها في بلدنا التقلبات الجوية سواء في زيادة ومضاعفة غلة الفدان في العديد من المحاصيل الاستراتيجية أو في أسلوب الزراعة التي تحتاج كمية أقل من المياه وكمية أقل من المبيدات هذه التجارب شملت أيضاً بذورا معدلة وراثياً تم إنتاجها في مركز البحوث الزراعية ومن المؤكد أن عرضها أمام قمة المناخ سيكون لها مردود إيجابي علي مصر.
كنت أتمني أن يشاهد العالم تجاربنا الناجحة في الزراعة وتربية الماشية في مواجهة التغيرات المناخية لأنها فرصة كبيرة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام.