رضا محمد طه
المرأة بين التكريم والتحقير
عن إستحقاق، حظيت المرأة بإهتمام وتكريم كبير من السيد الرئيس بصورة ملفتة، خاصة في منتدي شباب العالم بشرم الشيخ، للدرجة التي تحدثت بعض الصحف بالتكهن بان رئيس الوزراء القادم إحدي السيدات، لكن الواقع الحقيقي والمؤسف في مجتمعنا، هو أن الواقع الحقيقي غالباً عند التطبيق يكون عكس ذلك، فالعنف والإهانة والتي تصل إلي حد ضرب المرأة وهي تؤدي عملها، وهذا ما حدث بالفعل قبل بدء فعاليات المنتدي، عندما قام عضو بالبرلمان عن الفيوم بصفع موظفة أمن الجامعة علي وجهها، ليس لسبب سوي أنها منعت إبنته من الدخول لأنها ليست طالبة بالجامعة، ومع ذلك تريد الإبنة دخول الجامعة عنوة، وعندما إتصلت بوالدها عضو البرلمان ليلقن الموظفة درساً في كيفية معاملة السادة والكبار، حضر سيادته سريعاً ليلقن الموظفة درساً وضرباً لن تنساه أبداً. لكن ما يثير الدهشة والتعجب، هو ما صرح به السيد العضو علي إحدي الفضائيات (إم بي سي مصر) قائلاً "لو كان مكاني عمر بن الخطاب لضرب البنت دي 100 ضربة"ن هذا الكلام يعكس حجم التغطرس والإستعلاء والإصرار علي الخطأ، كما انه يتهم عمر بن الخطاب بأنه كان من الممكن أن يضرب أمرأة، وهو ما لم نعهده علي الرسول نفسه أو أحد من الصحابة، وحتي في الموروث الأخلاقي وفي الوجدان، أن ضرب المرأة يعتبر اكبر عيب وليست من الرجولة أو الشهامة، ويتجنبه الرجال والصغار، خوفاً من معايرة الناس في أنه يستأسد علي المرأة.
المثير للدهشة والتعجب، هو صمت وتقاعس الجمعيات المهتمة والمعنية بحقوق المرأة والدفاع عنها، ومن بينها المجلس القومي للمرأة والذي من أهم أهدافه الذي أنشأ من أجله هو تحسين أوضاع المرأة الإجتماعي والدفاع عنها، كما لم نسمع من مؤسسة قضايا المرأة، والمنوط بها دعم المرأة القانوني ومساندتها وكذلك محاربة كل أشكال العنف ضدها، فأين هي عندما تم صفعها علي وجهها؟ ألا يعلم المتقاعسين عن محاسبة كل من اخطأ في حق الموظفة، سوف يكون بمثابة إغتيال معنوي لها ولزميلاتها الاخريات؟، واين حق العدل الذي يوازن بين حقوق الأفراد بعضهم، وحتي لا يطغي فرد علي الآخر مهما كانت مكانته أو سلطته؟ أم أن الحقوق عندنا أصبحت كلام نظري وشعارات براقة، والوضع الفعلي والتي تعكسه مواقف واحداث كثيرة في مجتمعنا، تشير إلي ان القوي يحصل علي مساحة حرية واسعة، يطغي من خلالها علي الضعيف، واضعاً في إعتباره أنه فوق المحاسبة والمساءلة، ونتيجتها عودة لمجتمع السادة والعبيد، والرفيع والخفيض، ومن ثم لا يجوز أن تتساوي الرؤوسن والطامة الكبري أن هؤلاء السادة يساهمون في ترسيخ تلك المفاهيم الظالمة لأبنائهم والاجيال الشابة، فيسلكون في حياتهم بعد ذلك علي هذا النهج، الأمر الذي سوف تكون عواقبه كارثية علي الجميع!!!.