كلنا يريد تغيير العالم ولكننا غير مستعدين لتغيير انفسنا كما قال «تولوستوي».

وأولى محاولات تغيير أنفسنا هى أن نتعلم كيف نسمع الآخر.

وعندما نسمع لا يهم أن يكون رأينا أو كلامنا مطابقا لرأى الآخر أو كلامه.. المهم أن نسمع.

نسمع ولا نقاطع، نسمع ولا نتهكم، نسمع ولا نحقر، نسمع ولا نلمز.

الكثير منا لم يتعلم هذا، و نتيجة نقص معلوماته وضحالة تفكيره يُكَون فكرته عن موضوع ما مع أول معلومات تصله عن طريق التعرض وليس البحث.

وبالطبع هو غير مستعد لتغييرها حتى لا يتحمل عبء حفظ معلومات جديدة يشارك بهم الجموع من حوله.

وهو يطبق نظرية «هو كده وخلاص» وهى أصل التخلف الفكرى والحوارى فى مجتمعاتنا العربية.

وعندما يتصدى هؤلاء لتفسير أو توضيح أى موضوع أو ظاهرة يتكلمون بشكل انطباعى نتيجة ندرة معلوماتهم وضيق تفكيرهم، ولا يعتمدون على الأسلوب المعلوماتى أبدا.

ترى أصواتهم عالية، كثيرى القسم، المهم أن يصلوا إلى نقطة الجهل التى ترضيهم، هؤلاء تظاهر معهم بالاقتناع حتى لا ترهق جهازك العصبى والنفسى.

ومن مظاهرتخلفهم أنهم لا يقتنعون بأى رأى آخر ... ويسألون وهم يتظاهون بالاقتناع، إلا أن قرارهم سابق التجهيز حتى لو أرهقت نفسك بجدية المناقشة.

وإذا كان التغيير هو سنة الكون فضرورى أن تبدأ بنفسك.