عصام العبيدى
إشراقات : القنابل الإعلامية والإعلام الساقط!
بين الحين والآخر نفاجأ بتصريح إعلامي صارخ، أشبه بقنبلة الدخان التى تثير عاصفة من الغبار والأتربة فى سماء أم الدنيا مصر، فيصبح هذا التصريح القنبلة حديث الناس والمنتديات فى مصر!
وللأسف الشديد فإن الإعلام الجديد في مصر بات يلهث وراء مثل هذه التصريحات الشاذة، على طريقة إذا عض كلب رجلاً فهذا أمر عادي وبيحصل فى أحسن العائلات، لكن إذا عض رجل كلباً فهذا هو الخبر الصحفي! وكل ذلك يقوم به الإعلام المصري الآن، إما بحثاً عن شهرة زائفة ورواج كاذب للبرنامج، أو الصحيفة، أو لحصد أكبر كمية من تورتة الإعلانات التى تبحث لها دائماً عن أي مساحة فى أى برنامج مثير وغريب ويحقق أعلى نسبة من مشاهدة، بل إن مذيعي هذه البرامج يلجأون لتسخين الحلقات لأقذر الطرق، حتى أنهم يدفعون ضيوفهم لصراع الديكة والذي قد يصل أحياناً للاعتداء الجسدي أو الضرب بالأحذية كما رأيناه في العديد من البرامج، وكلما حفل البرنامج بأكبر كم من المشهيات والغرائب زاد نجاحه!
وللأسف نجد بعض الشخصيات تلجأ لإطلاق تصريحات نارية حتى تجذب إليها هذا النوع من الإعلام الساقط، وحتى يتحقق لهذا التصريح دوي القنبلة وهدفه من الإثارة والنجاح لابد وأن يتوافر فيه عدة صفات وملامح:
أولاً: لابد وأن يكون طعناً في العقيدة، أو أحد ثوابت الدين، كتصريح فاطمة ناعوت باحتقارها لشعيرة ذبح الأضاحي، واعتبارها نوعاً من الهمجية والوحشية ضد الحيوان، وكذلك تصريح فريدة الشوباشي، باستنكارها لشريعة تعدد الزوجات، وقولها بكل صفاقة: إذا كان الراجل يقدر ينام مع امرأتين فإن المرأة أيضاً تستطيع أن تنام مع رجلين!
وهي كما نرى دعوة للفجور والعهر أكثر منها دعوة للفكر!
وثانياً: من طرق الإثارة والشهرة الطعن فى الرموز، كما فعل ويفعل الكاتب يوسف زيدان، والذي أهال التراب على سيرة الزعيم البطل أحمد عرابي قائد الثورة العرابية، واتهامه بالجبن والخيانة، ومن قبله أهال التراب على سيرة البطل الإسلامي الكبير صلاح الدين الأيوبي، لدرجة أن بعض الأجهزة الأمنية كانت تلجأ لمثل هذه التصريحات عمداً حتى تصرف أذهان الناس عن قرار حكومي صدر أو سيصدر، مثل رفع الأسعار وغيرها من مآسي الناس على الطريقة الشهيرة «بص ع العصفورة»!
وحتى يكتمل الهدف وتتحقق أعلى درجات الإثارة فلا مانع من الدفع بمحامٍ غاوي شهرة ليقوم برفع قضية على صاحب التصريح أو صاحبة التصريح المثير، وتنعقد جلسات المحكمة وينشغل الإعلام الساقط أكثر وأكثر بالقضية ويتحقق الهدف المنشود من إلهاء الناس عن مشاكلهم وبلاويهم!