الأخبار
اسامة السعيد
خارج النص
رسالة من ياسين إلي هشام!
ربما لا يعرف ياسين هشام.. أو يلتقيه يوما
ربما تعرفون ياسين.. لكنكم لا تعرفون هشام..
دعوني إذن أعرفكم علي الشابين..
ياسين الزغبي، هو ذلك الشاب المصري الذي ملأ القلوب بهجة وتفاؤلا، وهو يطل علينا بساقه الصناعية، ويمشي ملكا ليصافح الرئيس في مؤتمر الشباب بالاسكندرية، حاملا معه رسائل من أبناء وطنه، جمعها خلال رحلته الشاقة في كل أنحاء الجمهورية ليثبت أن الإعاقة لا يمكن أن تكون عقبة أمام عشاق الحياة.
ياسين أطل من جديد بابتسامته الساحرة عبر منتدي شباب العالم، الذي استضافته شرم الشيخ مؤخرا، نجما لبعض شعارات المنتدي، وحاضرا في أفلامه الترويجية، ومشاركا فاعلا كنموذج لشاب مصري قرر أن يتجاوز آلامه الصغيرة، ليشارك في بناء آمال وطنه الكبيرة.
هشام عبد الحميد، كان شابا مصريا، وبطلا من أبطال الجمهورية في رياضة »الكونغ فو»‬، منحه الله موهبة رياضية وجسدا قويا، فشارك في العديد من البطولات المحلية والدولية، وربما كان بانتظاره مستقبل باهر.
لماذا أكتب »‬كان» وكل أفعال الفقرة الماضية بصيغة الماضي؟
لأن هشام اختار أن ينحاز لجماعة علي حساب الوطن، انضم لـ»الإخوان»، وهرب بعدها إلي تركيا، ومنها إلي سوريا ليقاتل في صفوف »‬داعش»، قبل أن يقتل في إحدي المعارك هناك، ولم يبق من سيرته سوي نعي باهت من التنظيم الذي دفع حياته وهو يقاتل في صفوفه، وبيان مقتضب من »‬الإخوان» يناورون في سطوره كي لا يعلنوا كيف مات »‬هشام» وفي صفوف من كان يقاتل!!
ربما كان من الممكن أن يتجاور الشابان علي منصة التكريم، لكن كلا منهما اختار طريقا مختلفا، فياسين اختار أن يتحدي إعاقته، وأن يكون إلي جوار وطنه في معركة البناء، وهشام قرر أن يوظف قوته لصالح تجار الموت وسماسرة العقيدة.
ياسين منح الجميع أملا في غد أفضل، وهو يوزع ابتساماته المشرقة بالأمل علي القلوب، ويهدي كل من عاني ويعاني في حياته، رمزا وقيمة بأنك من تصنع مستقبلك بإرادتك، يهمس إليك بألا تستسلم ليأس، وألا تنهزم أمام تحدٍ، فقوة الإنسان هي عقله وروحه.
أما هشام فقد تواري ذكره، وضاعت سيرته وتحول إلي مجرد رقم في قوائم الإرهابيين الذين يفقدهم »‬التنظيم الأسود» كل يوم، وربما لن يتذكره أحد بعد هذا المقال، وسيمحي أثره مع زوال »‬داعش» التي باتت وشيكة، ولن يبقي منه سوي تلك الحسرة التي خلفها من شخص ربما كان بمقدوره أن يكون في يوم ما بطلا مصريا وعربيا وعالميا، أن يرفع علم وطنه في بطولات العالم أو حتي الأولمبياد، أن يشارك في بناء جيل من الأبطال الرياضيين من أبناء وطنه، لكن اختار القتال في معركة خاسرة، أراد الموت لشعوب مسالمة، فلم يمنحه الموت سوي نهاية قاسية ومصيرا مستحقا.
صدقوني.. المعركة محسومة قبل أن تبدأ، فزارعو الأمل يحصدون الخلود.. وتجار الموت يطويهم النسيان، وهذا حكم الله في الخلق، »‬فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف