جمال زايدة
تأملات سياسية - القيادة فى وسط العاصفة
ما يحدث فى عالمنا العربى الآن يستوجب تقديرا دقيقا للموقف وللسيناريوهات المترتبة عليه.
الموقف الراهن بالغ الخطورة وقد ينتج عنه اندلاع حرب جديدة يخوض غمارها بعض الأشقاء العرب مع إيران وحزب الله وهو ما يستوجب تحديد المصالح المصرية فى الاقليم بشكل يجنب مصر المشكلات العويصة التى تترتب على أزمات من هذا النوع وعلى مستوى إقليمى دولى.
نرى الآن وضعا مضطربا داخل لبنان بسبب دور حزب الله وزعيمه حسن نصر الله بالعمل وفق أجندة أجنبية تراعى مصالح إيران قبل أن تراعى مصالح لبنان والعرب، والذى نتج عنها استقالة عن بعد لرئيس الوزراء سعد الحريرى سوف ينتج عنها فراغ دستورى. ليس هذا فقط ولكن أيضا الحرب المنتظرة من جانب إسرائيل ضد حزب الله وهو ما يهدد بإعادة عدم الاستقرار مرة أخرى الى ذلك البلد الصغير الذى دفع فواتير باهظة لمصالح أجنبية طوال العقود الماضية .نحن على وشك الخروج من مرحلة إرهاب داعش إلى مرحلة حروب الجيش النظامية مرة أخرى.
موقف مصر أصبح أكثر وضوحا ويتمثل فى: عدم حمل أجندة الآخرين فى سوريا ولبنان واليمن وتجاه حزب الله مع الالتزام بالدفاع عن المصالح المصرية وهو ما عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى شرم الشيخ أخيرا .
أعتقد أن القيادة المصرية الآن وسط هذه العواصف الإقليمية أصبحت أكثر رشادة وأكثر عقلانية وهو ما نتمناه دائما.. ورغم صعوبة الموقف لن يقود الآخرون مصر ولن يدفعوها إلى اتخاذ قرارات لا تصب فى مصلحتها.