الجمهورية
مرعي يونس
العرب علي خطي اليهود
الأمة العربية الآن عليلة ــ أقصد مريضة ــ أعراض المرض واضحة لكل ذي عينين تتمثل في استبداء سياسي وملك عضوض فساد اقتصادي استشري في كافة الأوساط صغيرها وكبيرها ووصل إلي حد العفن ــ غياب للعدالة وهجرة العقول والكفاءات القادرة علي النهوض بالأوطان وتبعية مطلقة لمن يقومون بتخريب الأمة وبلدانها ويريدون استنزافها حتي النهاية ما العمل وهل من سبيل للخروج من المحنة؟
البداية الصحيحة لعلاج أي مرض يبدأ بالتشخيص الدقيق.
أعتقد أن مرض العرب والمسلمين هو غياب الروح وهيمنة المادة وانجرافهم عن الرسالة التي اختارهم الله لها وهي أن يكونوا أمة وسطاً يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهو نفس المرض الذي أصاب بني إسرائيل قبل مجيء المسيح عليه السلام.. جاء المسيح لإحياء الحياة الروحية التي أنكرها أكثر بني إسرائيل فخلق المسيح من الطين كهيئة الطير ثم نفخ فيه فيتحرك ويطير مع أن مادته لم يزد عليها شيء معني ذلك أن زيادة جديدة طرأت عليه وهذه الزيادة ليست مادية قط إنما هي روحية.
قال الله في سورة البقرة آية 47: "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم علي العالمين" كان هذا التفضيل لمهمة حددها الله لهم وهي هداية الخلائق وقيادتهم إلي التوحيد وظلت رسالة السماء حكراً عليهم دهراً طويلاً إلا أن هذا الشعب ملَّ تكاليف الإيمان واستثقل قيود الإصلاح.. إذن لم يؤد بنو إسرائيل الرسالة التي كُلفوا بها من قبل الحق وعندما لم يؤدوا هذه الرسالة حلت بهم الكوارث قبل الميلاد وبعده علي أيدي الآشوريين والبابليين والرومان وعلي أيدي هتلر في العصر الحديث إنه التأديب الذي وعدهم به الله حينما قال الله في سفر اللاويين "إن كنتم مع ذلك لا تسمعون لي أزيد علي تأديبكم سبعة أضعاف حسب خطاياكم".
العرب يسيرون علي خطي اليهود فهذه الأمة الوسط في مأكلها وملبسها وحياتها وكلامها وكل سلوكياتها ينسي أبناؤها الآن هذه الرسالة فيركبون اليخوت ويرتادون الملاهي ويسكنون الفنادق الفاخرة ويبنون شواطيء لأشباه العُراة. والأنكي من ذلك يخوضون الحروب ويقتلون الأبرياء والأطفال والشيوخ فكان طبيعياً أن يسلط عليهم الله أمريكا تأخذ منهم أموالهم وإسرائيل لتزرع الفتنة بينهم والغرب ليفرض الوصاية عليهم.
كان العرب قبل الإسلام مشركين عُبَّاد أوثان.. كانوا غارقين في خطاياهم وخرافاتهم.. كانوا قبائل شتي ضربت عليهم البداوة يتنازعون فيما بينهم علي أبسط الأشياء وبعث الله فيهم محمداً ــ صلي الله عليه وسلم ــ برسالة لها خمسة أركان وعمادها التوحيد المطلق لله والرحمة والعدل والشوري حتي إن كاتباً كبيراً مثل طه حسين يقول إن من يقرأ الإسلام يظن أن العدل ركن من أركانه.
وبدلاً من أن يكون العرب أمة محمدية تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر فإنهم يعودون الآن كما كانوا قبائل وطوائف ومذاهب لكن هذه المرة باسم الدين وا حسرتاه علي العرب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف