الأخبار
محمد البنهساوى
حروف ثائرة - شهادة مجروحة
كتبت عدة مرات.. أن المصريين إذا أرادوا.. أبدعوا وبهروا.. قلتها واصفا أبطال القوات المسلحة عندما يتسلمون معدة أو سلاحا جديدا.. وكيف أنهم يستوعبون في أيام.. ما يعجز غيرهم عن استيعابه في شهور.. وكيف أنهم يطورون ويحدثون تلك الأسلحة ليبهروا بأدائهم دولة الصنع نفسها.. وقلت نفس العبارة بعدما شاهدته من إبهار في تخطيط وتنفيذ وإخراج منتدي شباب العالم.. والذي تم بأيد وعقول وقلوب مصرية.
اليوم.. نحن أمام نموذج آخر للقدرات المتميزة للمصريين.. وقد يتهمني البعض بالتحيز.. وأن شهادتي » مجروحة »‬ عن هذا النموذج.. لكني قاومت الخوف من تلك التهم.. لتقديم مثال يحتذي به..ونموذج رائع للنجاح.. هذا النموذج يخص محبوبتي وبيتي الأول والأخير.. مؤسسة أخبار اليوم.. فبتجرد شديد وصراحة أشد.. نجحت دارنا الحبيبة وعلي مدار أربعة أعوام.. في تنظيم واحد من أفضل بل أفضل المؤتمرات الاقتصادية الشاملة بمصر. وعندما أصفه بأنجح المؤتمرات.. فلي في ذلك دلالات وأسباب تقطع الطريق علي اتهامات التحيز والشهادة المجروحة.. فعندما ينتظم المؤتمر في دورية انعقاده لأربع سنوات متتالية مع زيادة مطردة بأعداد المشاركين وجلسات العمل بل وأيضا المبادرات برعاية المؤتمر.. في حين تكتب مؤتمرات أخري شهادة وفاتها يوم مولدها.. فهذا دليل نجاح.. وعندما يتسبب المؤتمر في نسخه الثلاث الماضية في حل مشاكل عويصة وراسخة منذ عقود فهذا أكبر دليل علي النجاح..من أهم تلك المشاكل تحرير سعر الصرف والذي كان محور مناقشات عديدة بالمؤتمر ومطلبا أساسيا لجذب الاستثمارات.. وتعديل التشوهات الضريبية والجمركية.. وتعديل منظومة تعريفة النقل علي الطرق.. والخروج الأمثل والآمن لقانون ولائحة الاستثمار بمشاركة مجتمع الأعمال.. وإصدار قانون التراخيص.. وتوحيد جهة تخصيص وتسليم الأراضي.. وغيرها من القرارات التي صدرت كنتاج للمؤتمر.. فهذا أكبر دليل علي النجاح.. بعض أعداء النجاح سيقولون إن هذه المشاكل قديمة وكانت في طريقها للحل.. ولهؤلاء أقول أولا موتوا بغيظكم.. وثانيا فإن تلك المشاكل قديمة ونسمع عن حلها منذ سنوات طويلة.. ولم يتم الحل إلا بمؤتمرنا الاقتصادي وهذا الكلام بشهادة الحكومة ومجتمع الأعمال.
أما لماذا يحقق المؤتمر هذا النجاح كل عام والذي يتم بتخطيط وتنفيذ خالص لمجموعة من خيرة أبناء أخبار اليوم.. فهذا له أسباب عديدة.. أولها اننا تعلمنا في مؤسستنا العريقة معني الوطنية والعطاء لمصر.. والسعي وراء كل ما يخدم أبناء وطننا المطحونين قبل الأغنياء.. والبسطاء قبل الوزراء.. لأننا دائما نفخر أننا صحافة شعب وليس أداة سلطة.. وإدراكنا جميعا ان هذا المؤتمر إذا نجح في حل مشاكل المستثمرين.. فسيعم الخير علي المصريين تشغيلا ودخلا وحياة مستقرة آمنة.. فيبذل كل فرد في دار أخبار اليوم ما في وسعه لإنجاح هذا العمل الوطني.
والسبب الثاني مرتبط بالسبب السابق.. فعندما شعرت الحكومة ومجتمع العمال بصدق نوايانا الوطنية من المؤتمر.. ووثقوا في حسن الإعداد له وتنظيمه.. شاركونا نفس الهدف القومي.. أقبلت الحكومة فاتحة ذراعيها لكل نقد.. والاستماع إلي المشاكل العويصة بفكر من يسعي للحل لا من يسمع بأذن ويطرد من الأخري.. وجاء المستثمرون بأفكار قابلة للتطبيق والتنفيذ.. تاركين فكرة أن الحكومة ضدهم.. مؤمنين أن الكل يسعي من أجل مصر ومستقبل المصريين.. فكانت الحوارات مثمرة للغاية وهادفة.. وتوصيات ولا أروع لحل مشاكل مستعصية.
الآن.. وبعد هذا النجاح.. نجد علينا نحن أبناء دار أخبار اليوم عبئا جديدا.. ليس الحفاظ علي استمرار النجاح رغم المحبطين.. فهذا تعودنا عليه في عملنا اليومي.. إنما أن نحول المؤتمر إلي حدث سنوي دولي.. فمصر الحديثة التي يتم بناؤها حاليا أصبحت قبلة للمستثمرين.. وعلينا كما ساعدنا المستثمرين المصريين.. أن نفعل نفس الشيئ مع الإخوة العرب والأجانب.. وللعلم هذا المطلب جاءنا من الخارج ثقة فينا.. طالبين مؤتمرا دوليا علي غرار جهدنا المحلي.. ووعدا علينا ان نفعلها ونحول مؤتمرنا للعالمية.. ليصبح كما وصفه صديقي الدؤوب وليد عبد العزيز مدير تحرير الأخبار ومنسق عام المؤتمر وأحد أهم المحررين الاقتصاديين بمصر.. بأن مؤتمر أخبار اليوم أصبح دافوس مصر.
تحية إعزاز وتقدير لكل من ساهم في النجاح بدءا من رئيس الجمهورية الذي حرص علي وضع المؤتمر تحت رعايته لدورات عديدة إيمانا منه بأهميته.. إلي رئيس الوزراء لحرصه علي المشاركة الفعالة كل عام وجميع الوزراء والمسئولين والمستثمرين وشركاء النجاح الذين حرصوا علي دعمنا حتي يؤتي المؤتمر ثماره وأكله. أما أبناء دارنا الحبيبة فليسوا بحاجة إلي شكر علي واجبهم تجاه بلدهم وقرائهم وشعب مصر العظيم.. بدءا من اكبر مسئول وحتي أصغر عامل.. ورغم ذلك فالتحية واجبة لفريق العمل الذي عمل بروح الفريق الواحد بدءا من رئيس مجلس الإدارة ياسر رزق ورئيس تحرير الأخبار خالد ميري ورئيس تحرير أخبار اليوم عمرو الخياط والمشرف علي المؤتمر الوزير الخلوق أسامة صالح إلي منسقه العام وليد عبد العزيز إلي رئيس اللجنة الإعلامية الدينامو خالد النجار مع حفظ الألقاب لهم جميعا إلي كل زملائي بكافة إصدارات وقطاعات المؤسسة.. مع شكر خاص ومستحق لكتيبة العلاقات العامة بقيادة النشيطين وليد فوزي ووائل إسماعيل.
وأخيرا تحيا مصر بأبنائها المخلصين.. وعاشت أخبار اليوم بوطنيتها وعزيمة وصدق أبنائها.. ونلتقيكم جميعا في مؤتمرنا الدولي القادم إن شاء الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف