الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية - لماذا الهجوم .. على وزير التعليم ؟
أرفض تمامًا تلك الحملة الشرسة ضد وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى بل أراها حملة مغرضة.. حتى وإن كانت لها بعض المبررات!! بل أرى وراءها أكثر من مافيا هدفها تدمير محاولة إصلاح التعليم، حتى وإن كانت بعض مظاهرها مغلفة بالبراءة.. ومعروف تمامًا فرق المافيا التى تقف وراء كل ذلك.. من مافيا الدروس الخصوصية وما أشرسها.. ومافيا الكتاب غير المدرسى والملازم.. ومافيا المدرسين الذين يحصلون على 70٪ من ميزانية التعليم وأكثرهم لا يؤدى دوره كما يجب، بل ينامون فى الفصول.. استعدادًا لعملهم فى السناتر.
ولا أقول ذلك اقتناعًا بما قدمه الوزير «غير التقليدى» حتى الآن من أفكار ومحاولات لإصلاح حال كل منظومة التعليم، ومن أساسها.. ولكننى أقول ذلك انطلاقًا من موقف أكثر عقلانية.. وعملية، ذلك أننى أرى أنه يجب أن نعطى للوزير وأفكاره الفرصة لكى نرى نتائج عمله.. أو بعضها على الأقل.. إذ من الصعب الحكم على الرجل وليس له فى الوزارة إلا شهور تعد فقط على اليد الواحدة.. بل أكون أول المهاجمين له ـ ولأى وزير ـ إذا ظل فى موقعه عامًا وراء عام.. دون أن نرى بواكير نور فيما يفعل، أو يقدم.
<< وعلينا أن نعترف هنا أن ما نحن فيه الآن من تدهور منظومة التعليم عندنا إنما هو حصيلة التقاعس سنوات عديدة دون اتخاذ خطوات جادة لإصلاح «الترقيع» حتى ركع التعليم عندنا فى القاع!!، وأن يجىء وزير يحاول وبجدية تامة إصلاح كل الخلل الذى أصابنا.. فهو الوزير الفدائى الذى يحمل كفنه على يديه.. ويمضى إلى أجله.. غير مبال بما يمكن أن يواجهه.. وما يواجهه جد كثير، بل وخطير.
<< وأن يسن المهاجمون أسنانهم وخناجرهم لضرب الرجل بهذا الشكل.. فهذا يؤكد أن الوزير يمضى فى الطريق الصواب.. وإلا ما كانت شراسة عمليات الهجوم على الرجل، ومحاولة تكسير أقدامه، وليس فقط «مقاديفه» وما أكثر من يكسر مجاديف المراكب السايرة.. بل تلك هى الحقيقة: إن بدايات عمل الوزير ـ ومن خلال هذا الهجوم المنظم ـ والبدايات التى تدل على أنه يسير فى الطريق الصحيح.. هى التى أشعلت تلك الحرب الضروس ضد الوزير.
بل أكاد ألمح ـ من أسماء بعض المهاجمين ـ أن منهم من يعمل مستشارًا إعلاميًا لهذه المافيا، أو تلك.. وكله بالثمن.. وما أرخصه من ثمن، حتى ولو كان بعضهم يحاول الاصلاح.. وهذا ما لا أظنه!!
<< والهدف الظاهر لهذه الحملات هو إجبار الوزير على الرحيل حتى لا يكمل تنفيذ أفكاره. ولو تحقق ذلك فلن نجد رجلاً آخر يجرؤ على قبول تحمل مسئولية هذه الوزارة، التى أراها المدخل الطبيعى لإنقاذ البلاد.
ذلك لأن الهدف الحقيقى من وراء هذه الحملات هو إيقاف أى محاولة لإصلاح التعليم.. أو على الأقل الإبطاء فيها.. والاثنان معًا: الايقاف والابطاء جريمة فى حق الوطن.
دعوا الرجل يعمل ـ ولو نصبر عليه ـ عامين أو ثلاثة على الأقل.. ولا تدفعوه للرحيل أو تجبروا القيادة العليا على إبعاده لتريح وتستريح.. ذلك لأن أى عملية للإصلاح ـ وللتعليم بالذات ـ يجب ألا تقل عن 4 سنوات.. وبعدها حاسبوا الرجل.
<< ولا تقولوا لنا إن البلاد لا تتحمل أى تجارب. ولن تتحمل الصبر أكثر من ذلك.. لأن هذا أو الطوفان.
وأقول للوزير، الذى لا أعرفه بالمرة يجب أن تستمر مسيرة السفينة.. ودعوا من ينبح.. ينبح وعفوًا لهذا القول المأثور!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف