المساء
حزين عمر
طلقة ردَّاحون .. لا إعلاميون !!
طه حسين. عبدالرحمن الشرقاوي. يوسف ادريس. فاروق خورشيد. بهاء طاهر. طاهر أبو زيد. أحمد سعيد. ومحمد حسنين هيكل.. هؤلاء هم صحفيو ثورة يوليو وعبدالناصر. وإعلاميوها.. هم أنفسهم قادة الفكر والإبداع ورموزه طوال قرن من الزمان. وعلي رأسهم عميد الأدب العربي د. طه حسين ـ رئيس تحرير الجمهورية ـ بل إن بعض قادة الضباط الأحرار كانوا صحفيين: أنور السادات هنا كان رئيساً لمؤسستنا دار التحرير. وخالد محيي الدين كان رئيساً لتحرير المساء..
الدولة كانت في صعود. الدولة كانت ثقيلة القيمة والتأثير. دولة بعيدة الطموح والمدي فتخيرت فخر أبنائها ليعبروا عنها: صحفيين. وإعلاميين. وكتَّاب.. فلم تكن نهضة مصر عقب ثورة يوليو ـ كنقطة تحول كبري في تاريخ مصر والعرب والعالم ـ مقصورة علي نهضة التعليم والصناعة والزراعة والعدالة فقط. بل نجحت الدولة في إقامة تحالف بين العقل والساعد. بين الفكر والقوة. بين المعني والمادة.. ولا يستطيع أن يعبر عن هذا التحالف ويجسده سوي أصوات وأقلام في قامة طه حسين ورفاقه وتلامذته.
دولتنا الآن تقيم أعمدة القوة والمنعة ـ بعد ثورة 30 يونية ـ وترفع صروح البنية العسكرية والصناعية والعمرانية والمشروعات القومية العملاقة التي تجاري ماكانت تشيده ثورة يوليو وتتجاوزه.. لكن المعادلة لم تكتمل بعد.. القوة المعنوية والروحية والفكرية غائبة عن الساحة.. وليس هذا الغياب مسئوليتها. فالفكر والعلم والإبداع والثقافة لا تسعي لأحد بل يسعي إليها.. والمبادرة في يد الدولة لتسد هذه الثغرة. وتملأ هذا الفراغ.
لا يليق بقوة مصر الراهنة. ونجاحها الكبير في احباط مخططات الأعداء. وجني أرواح الإرهاب أن يعبر عنها ناس في مستوي فلان وفلانة من المذيعين الذين يسمون أنفسهم إعلاميين. فتري أحدهم وإحداهن يجلس علي آذان المشاهدين وعيونهم ومشاعرهم عدة ساعات يرغي ويزيد ويردح ويشتم ويبذؤ وينافق بغباء وسماجة تنفر حتي مؤيدي هذا الوطن وداعمي سلطته الشرعية. فما بالك بخصومه؟!.
هؤلاء الردَّاحون والرداحات ينصبون من أنفسهم مفكرين وباحثين ومحللين سياسيين وخبراء اقتصاد ورجال أمن واستراتيجية. بينما مستواهم الفكري و"العقلي" لا يتجاوز فك الخط إلا قليلاً!! فكيف تنصبهم الدولة متحدثين عنها وباسمها وهم دببة تقتل صاحبها.. وكم مرة يشكو الرئيس السيسي من عدم مجاراة الإعلام للانجاز. ولا أحد يفعل شيئاً سوي إطلاق هؤلاء الرداحين علينا!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف