رضا محمد طه
كلمونا عن مستقبل النيل وسد النهضة
لا أدري لماذا لا يتحدث بعض المفكرين أوالمثقفين عن مشكلة مفاوضات سد النهضة، والتي تم الإعلان عن فشلها مع تصلب وجمود في موقف الجانب الإثيوبي وإصراره علي بناء السد دون إعتبار للأضرار التي سوف تلحق بنا، وذلك بعد جولات عديدة صاحبها لين وتهاون من الجانب المصري المفاوض، والتي سوف تؤثر علي حصة مصر من مياة النيل، والتي سوف تكون كارثية علي الجميع، بما يصاحبها من تصحر، وعطش للبشر والزرع، وتداعيات كل ذلك علينا.
إنشغلت الفضائيات بموضوعات متنوعة، منها ما يخص إنفلات المطربة شيرين والبلهارسيا، وبعضها عقد مناظرة بين الدكتور خالد الجندي مع وكيل الأزهر عباس شومان، حول قائمة علماء الفتوي التي تحوي خمسون عالم، ولم تشمل الدكتور خالد الجندي، بما يعني شخصنة الموضوعات وتعلقها بالمصالح الشخصية، والمزايا التي يحصلون عليها، وكذلك إهتمت بعص الصحف بقائمة الأسماء التي كانت في جيب قاتل "كاهن المرج" وسلمها للمحكمة، وكانت تحتوي علي أسماء قيادات إخوانية ولاعبين كرة سابقين، حيث أنه –علي حد قول القاتل-قد نفذ الجريمة بأوامرهم!!!.
أما عن كبار رجال الخارجية والسفراء السابقين، والذين كانوا ضيوفاً علي بعض الفضائيات، فتحدثوا عن مستقبل الإنتخابات الرئاسية، مثلاً الدكتور مصطفي الفقي، المفكر السياسي المعروف ورئيس مكتبة الأسكندرية، فتحدث سيادته عن المحامي خالد علي في كونه-من وجهة نظر الدكتور مصطفي-لا يملك مقومات كي يصبح رئيساً للجمهورية، وأضاف ان السيسي سيحصل علي 70% من أصوات الناخبين في أي إنتخابات نزيهة مقبلة، وانه هو مرشح الاسرة المصرية، هذا وفي رأيه أن دور القوات المسلحة في مصر سوف يستمر لسنوات طويلة، لأنها علي حد قوله هي المؤسسة الوحيدة الناضجة والقادرة علي إتخاذ القرار وتنفيذه. أما السفير العرابي عضو مجلس النواب، قد قال في تصريح خاص لإحدي الفضائيات خلال إحتفالية حملة "كلنا معاك من اجل مصر" والتي أقامتها مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر، حيث قال العرابي إخترنا السيسي ليقود سفينة الوطن مرة أخري، واضاف ان السنوات الاربع المقبلة ستكون سنوات جني الثمار، كما أشاد سيادته بإدارة مصر ونجاحها الباهر في ملفات الإرهاب، وملف اللاجئين غير الشرعيين، والمصالحة الفلسطينية، وتوترات المنطقة بشكل عام. لكن سيادته كرجل شغل مناصب في الخارجية ويجيد الدبلوماسية، قد نسي ملف خطير بحجم سد النهضة، والذي لا يريد المسئولين المعنيين الحديث بصراحة ووضوح عن الموقف المصري تجاه أخطر قضية تهدد مستقبلنا جميعاً ومستقبل الأجيال المقبلة، لماذا كل هذا الصمت، لا أدري؟.