عبد الحميد اباظة
نظرة متأنية في المنظومة الصحية
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ہہ فإن هم ذهبوا أخلاقهم ذهبوا
صدق هذا الشاعر وهذا هو بيت القصيد ولا غيره كثرت في الفترة الأخيرة الهجوم الشرس علي القطاع الصحي والأطباء والطب المصري بشكل يدعو للعجب والتساؤل ماذا حدث؟ لن أخوض في إجابة هذا السؤال ولي رأي فيه لكني بهدوء ومن مواقع إدارية طويلة الممارسة فيها أعرض ما يلي : لعلنا نفهم دون انفعال أو أغراض شخصية لا يعلمها إلا الله هو المطلع علي النفوس.
* نظرة لمشاكل المستشفيات في مصر نجد أن أكثر من 65% من المشاكل تأتي من سوء المعاملة وسوء التصرف مع المرضي وذويهم سواء من الأطباء أو الفريق الطبي المساعد أو حتي الإداريين والعمال إذن هي أزمة أخلاق وضمير شأنها شأن كل قطاعات المجتمع الذي ينهار تدريجيا فيما يخص الأخلاقيات والصحة جزء من المجتمع لكنه حساس ومردوده عالي لأنه يتعامل مع أغلي ما في الوجود "الصحة" والعاملين في مستشفيات الدولة تتعامل مع الإنسان في أضعف صور المرض والحاجة لقلة المورد. وأن كان هذا التعامل الأخلاقي موجوداً في القطاع الخاص أيضا من تعال وعدم اكتراث لكنه أوضح في مستشفيات الدولة وهنا لي وقفة ما هو السبب وما هو الحل. أن استعرض الأمر ليس الهدف منه كما يبدو للبعض : "توزيع الدم بين القبائل" وتتوه القضية الصحية ولكن إصلاح الخلق والضمير لا يأتي بقرارات أو قوانين أو حتي ردع هذه تصلح لأمور أخري سوف نسردها لكن المرور ما نشاهده الآن لا يصلح ضمير أو خلق - الإصلاح يأتي من :
* إصلاح هيكل المدارس وغرس الضمير والخلق فأسم الوزارة تربية وتعليم وليس تعليم وتربية إذن وضع الأخلاق نصب العين وعدم ترك الأمور تسير كما هي الآن من تجاوز التلاميذ وأولياء الأمور الأقوياء "المسنودين" هذا بداية الخيط أيها السادة.
* كليات الطب واختيار الطلبة والأعداد وحكم المجموع يترك الباب للجميع بالدخول رغم أن هناك وظائف معينة لابد أن يتم الاختيار لها كالقضاء والنيابة والطب فأرواح ومستقبل الناس في أيديهم لابد من الخلق والضمير قبل أي اعتبار أو شعار كاذب آخر أياً كان هذا الشعار.
* سمعة الطبيب واحترامه وشطب أي طبيب لا يحترم ضميره ومهنته وأخلاقه شطب كامل وليس نقلاً إدارياً أو خصماً لابد من حماية الضمير والخلق فالمريض ليس زبوناً إنما روح ومريض يحتاج إلي حكيم وليس طبيب.
إذن المطلوب إصلاح جذري من البداية للمجتمع لمراعاة الضمير وليس بالقانون ينصلح الخلق نظرة متكاملة إذا ما أنصلح الضمير الطبي والخلق النفسي سوف تحل أكثر من 65% من مشاكلنا الظاهرة علي السطح علي رأسها الإهمال الطبي واستغلال المرضي.