الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
تطور الجريمة وإنفلات خطير
ماذا حدث للمجتمع المصري.. تغير مخيف. وانفلات اجتماعي مدمر للأخلاق ومفزع لنفوس الأسوياء في هذا الوطن.
نعم.. الجريمة وليدة المجتمع. متي وجد الإنسان. وجدت الجريمة والمجتمع الإنساني به من الجرائم ما يؤلم النظر. ويفزع القلوب. منذ آدم عليه السلام تواجدت الجريمة في المعركة التي قامت بين قابيل وأخيه هابيل التي انتهت بمقتل الأخير طمعاً في امرأة تخصه. لم يكن من المتوقع أن تنتشر الجريمة هذا الانتشار المفزع. وتتنوع صورها هذا التنوع المخيف.
نعم الجنس غريزة موجودة في الكائنات الحية. ويهمنا من بينها الإنسان. قد تقوي أحياناً علي غريزة الطعام والشراب. والأديان جاءت ومن أهدافها الرقي بالإنسان بتهذيب تلك الغريزة لتستقيم النفس وتكبح جماح الشهوات. وتوجهها إلي مناطق الحلال والإشباع السوي. ولم تهدف الأديان ووجهها إلي مكانها الصحيح ليعمر الكون. ويتناسل الناس وتتكاثر وتتعارف.. وجهها إلي اشباعها بالزواج والارتباط بأنثي تشبع غريزتها الأنثوية بارتباطها برجل يشبع غريزته الذكورية بكلمة من الله تحل المرأة للرجل. ويحل لها. ويكون ما يحدث في الخفاء بينهما بموافقة الأهل والمجتمع. وسط فرحة عارمة وسعادة غامرة وبمباركة جميلة من الجميع. والحمل الذي يحدث ليلاً بمعاشرة شرعية يولد في النهار مصحوباً بتهنئة الأهل للوالدة والوالد وتزداد فرحة المحبين.
من ثم يتم اشباع الجنس وإفراغ الشهوة برعاية من الله وشريعته حتي لا يخجل إنسان مما فعل. ولا تختبئ الأنثي مما تفعله.
لكن الإنفلات الاجتماعي الذي حدث يوخز الضمير. ويبعث علي القرف ويؤذي النفوس السليمة.
تقرأ في ملفات النيابة العامة ومحاضر الشرطة عن هتك عرض الأطفال. ذكر أو أنثي.. متهم يساق إلي ساحة العدل لاغتصابه طفلاً لم يكمل الثالثة من عمره أو طفلة مازال أهلها يستخدمون لها الواقي من البول والبراز.. تتعجب كيف يطاوع المجرم نفسه المريضة لاتيان هذا الفعل القبيح. والمؤلم للبشرية كلها.
أعتقد أن الإنسانية تدمي قلوبها وعيونها تتدفق دمعاً وكرامتها تذبح لهذه الصور المؤلمة.
قيل: إن ملابس بعض النساء المثيرة والملتصقة بالأجسام هي التي تغري الشباب وتدفعهم إلي ارتكاب حماقات شيطانية. فما بالنا والمعتدي عليها طفلة فطمت حديثاً أو قبل عام. وبعضهن مازلن رضعا هل ارتكبت فعلاً يغري الاثم وبهيج شهوته؟! هل تراقصت وتمايلت وكشف عن ساقيها بأفعال تثير من جوانيات الجاني عواصف الجنس!! لم يحدث شيء من ذلك إلا في عقل المريض الذي غلبه جنونه وهاجت عليه شهوته. وذهب عنه عقله في مجتمع غفل عن هؤلاء والتصدي لمرضهم بالعلاج.
هذه النفوس المريضة تستلزم من علماء الاجتماع وعلماء النفس دراستها للوقوف علي أسبابها وطرق معالجتها.
قد يكون القانون رادعاً. ولكن لابد أن يواكب ذلك الدراسات الاجتماعية والنفسية حتي نقي المجتمع من شرور هذا الانقلاب الشيطاني الذي أصاب الأمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف