الجمهورية
فريد إبراهيم
الإفتاء بالاسم
تجربة تحديد أسماء من يتحدثون في الإعلام من قبل الأزهر والافتاء والأوقاف ليست جديدة وليست هي السبيل الصحيح لإصلاح الخلل فيمن يتحدثون للإعلام سواء أكان عالماً لكنه يتحدث فيما لم يتخصص فيه أو مدعياً يتحدث ليظهر في برامج أياً كانت هذه البرامج أو موالياً لجهة ينفذ أجندة ويتقيأ ما تجرعه من قبل من يواليهم.
أما أنها ليست الأولي فقد سبق للتليفزيون المصري ان طلب من الأزهر الشريف والأوقاف قبل 2011 أسماء يستعين بها في القضايا الدينية فقدم الأزهر والأوقاف كشفاً بأسماء قد تجيد العملية التعليمية في جامعة الأزهر أو تجيد البحث العلمي أو الحديث في مسجد أما الحديث للإعلام والوعي بهذه المنصة الفضائية أو الورقية فلم تكن لها بها أدني علاقة ووقع معدو البرامج في حيص بيص وكذلك المذيعين الذين وجدوا الأسماء التي قدمت لهم تحتاج إلي تأهيل أولاً لأن مقدم الأسماء لم يراع في تحديد من يقدمهم بعد القدرة علي الظهور أمام جمهور متنوع ومختلف عن المسجد والمحاضرة بل مختلف عن طبيعية الدولة التي يعمل بها لأن الحديث الفضائي حديث عالمي وحديث لمن يؤمن بما نقول ومن يرفض وبالتالي يحتاج إلي آليات مختلفة.
كان الفشل واضحاً والتراجع في صمت عن هذه الأسماء التي تم تقديمها هو الحل. بل ان الطريف في القائمة القديمة انها استبعدت كثيراً من علماء الأزهر المتخصصين والمقبولين إعلامياً وجماهيرياً ويظهرون فعلاً في كثير من البرامج ونفس الخطأ وقع في القائمة الجديدة. لذا فإننا لا نتوقع للقائمة الجديدة التي قدمت من الأزهر والافتاء واستبعدت علماء الأوقاف نتيجة إيجابية وسوف تنضم للقائمة القديمة.
إذا كان الأمر كذلك فما الحل؟الحل. بأن يتم تدريب الإعلاميين من معدي برامج ومذيعين علي فن اختيار العالم الذي يتحدث إليهم خاصة ان بعض هؤلاء الإعلاميين لا يعرف شيئاً عن التخصصات المختلفة في الأزهر وكل ما يعرفه انه من علماء الأزهر فقط.. كما يتم إقامة دورات تدريبية لهؤلاء الإعلاميين تعلمهم ان الحقيقة وتنوير الجمهور ومصلحة الوطن أهم من الإثارة ورفع نسبة المشاهدة بل ان الحقيقة وتحري الصواب سيأتي بالمشاهدة العالية أيضاً لأن الزائف من العملات قد يطرد العملة الحقيقية بعض الوقت لكنه سرعان ما يتراجع وينزوي وتبقي العملة الأصيلة.
أما البعد الأهم فهو وضع آلية لاختيار الإعلامي الذي أصبح بلا ضوابط لأن الشيخ أو المتحدث أياً كان لا يفرض نفسه علي البرنامج وإنما يستدعيه إعلامي لهذا الغرض بل ان هناك بعض الإعلاميين الكبار الواعين بما يفعلونه تخصصوا في استضافة شخصيات لا تقدم إلا مزيداً من التشتيت والتشكيك وإيذاء الناس في مشاعرها الدينية بل ان بعضهم تخصص في حصار الضيف بأسئلة هدفها إيقاعه فيما يثير الفتنة.
وبالتالي فعلي مقدمي القائمة ان يسحبوا ما قدموه فليست المشكلة عندهم.
من سحر الكلام
لن ينفعوك ويرفعوك ولو بخردلة
وإن جمعوا الجموع لينصروك
لن يخذلوك ويسلبوك قلامة
مهما توحد أمر من حنقوا عليك
قد جفت الأقلام من زمن بعيد
قبل أن يأتي إلي الدنيا أبوك
فهو الإله ووحده إن شاء
أعطاك الكثير ولو تحالف حاسدوك
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف