صبرى غنيم
رؤية - وأخيراً الحجز الاداري للمتخلفين عن مصاريف صيانة العقار
- سبحان الله.. من يومين تلقيت استغاثة من رئيس اتحاد ملاك العمارة التي نسكنها بأن شركة المياه ستقطع "المية" عن العمارة لأن الصندوق "منفض" يعني مافيش فلوس، نفس الشيء العمارة مديونة لشركة الكهرباء معني كده لو قطعوا الكهرباء وفكرنا نعيش علي ضوء الشموع، فالشموع لن تقوم بتشغيل اسانسيرات العمارة وعندنا سكان في الطابق الــ ١٧ ضحايا للسكان الذين يتخلفون عن سداد مصاريف الصيانة..
- بالله عليكم لما ساكن بطبيعته منتظم في سداد مصاريف صيانة العمارة وفجأة تتأثرالخدمات، وتتوقف الحياة في العمارة ذنب هذا الساكن ايه لما حضرات السكان المتخلفين عن سداد حصتهم في الصيانة من باب المناكفة.. أنا شخصيا أشفق علي السفير مهدي فتح الله رئيس الاتحاد في عماراتنا لأن الرجل أصلا دبلوماسي ولم يتعود طرق الأبواب، تعرفوا وظيفته كانت ايه.. الرجل كان مساعدا لوزير الخارجية وبعد بلوغه سن المعاش اختارته منظمة العالم الاسلامي سفيرا لها.. وبعد انتهاء عمله اختاره السكان بأدبه الجم وحلاوة لسانه أن يتولي إدارة العمارة متطوعا.. رحب الرجل بهذه المهمة الانسانية للحفاظ علي الثروة العقارية وفجأة وجد نفسه يطرق الأبواب وينبه السكان بمصاريف الصيانة.. طلب الاعتذار أكثر من مرة فقد اكتشف رزالة العمل فيها، وجد نفسه مطالباً بالاشراف علي صيانة المصاعد حتي نور السلم، مع أن الرجل في عمله بالخارجية كانوا قناصل وسكرتارية يتمنون خدمته كسفير من السفراء الذين يتمتعون بالمكانة.. يأتي يوم ليتهرب ساكن من أمامه بحجة انه يقيم في السعودية ولا يقيم في القاهرة، لكن ياسيدي عندك وحدة سكنية.. ويكون الرد لكنها مغلقة، بالله عليكم يرضي مين هذا الكلام..
- الذي أسعدني أن مجلس الوزراء من يومين صدق علي قانون البناء الموحد وفِي القانون مواد لحماية الثروة العقارية وأكيد عن تجربة مع وزير الاسكان نفسه، الوزير أحس بالمشكلة فأراد تأديب من يتهرب من سداد مصاريف الصيانة فأوجد مادة في القانون تعطي لاتحاد الملاك الحق في الحجز علي الوحدة السكنية التي لا تدفع حصتها في مصاريف الصيانة.. برافو وزير الاسكان، إن هذه المادة في القانون فعلا ستمكن اتحادات الملاك من صيانة العمارات السكنية التي تحولت مواسير الصرف الصحي فيها الي خور مفتوح بمياه الصرف وتخيلوا حجم الأمراض والخسائر في الواجهات الخلفية وتآكل المباني..
- علي أي حال أنا سعيد، وأقول لكل رئيس اتحاد ملاك مبروك فلن تطرق الأبواب من اليوم هم الذين سيطرقون بابك.. المصيبة الذين يتخلفون عن تركيب لمبة كهرباء أمام شقتهم علي السلم ليسوا فقراء لأنك لو دخلت شققهم ستجد خطوطاً من الديكور والفرش الأبهة لكن في صيانة العمارة بخلاء.. هل هذا معقول.
- المشكلة ليست في من يدفع مصاريف الصيانة وفِي من لا يدفع.. ان الالفة بين السكان مفقودة، قد تحدث حالة وفاة في العمارة ولا يشعر بها أحد وكأن الذي توفي، توفي في الصحراء والله عيب، الورقة معلقة داخل الأسانسير تحمل وفاة أحد السكان وبقية السكان في وادٍ آخر، عكس بيوت أهالينا التي كانت مفتوحة للجميع، فقد كنا حتي الستينيات تجمعنا علاقة الود والجيرة، نفتح شققنا لجار لنا فاجأته مصيبة والآن يتهربون من بعضهم حتي لا يفتحواً علي أنفسهم باباً للحوار.. ياخسارة المجتمع يتراجع وأخلاق الناس تتغير، وقد التقي بجار في الأسانسير واكتشف أنه يسكن معي في العمارة وأنا لا أعرفه.. سألت يوما رئيس الاتحاد عن جيراني فضحك الرجل لما مرة يتفقوا ويجتمعوا في اجتماع واحد.. عندك حق ياسيادة السفير مهدي فتح الله.. لكن نقول ايه لأبناء زاهر الذين بنوا العمارة وتوسمنا خيرا أن يكونوا معنا لكنهم هاجرونا.