الأهرام
محمد أمين المصرى
طبول الحرب فى الخليج
تتصاعد لهجة الحرب فى منطقة الخليج، فى حملة تسعى الى تحريض السعودية الى الوقوع فى فخ المواجهة مع إيران، لتعيد الإقليم الى فترة الاضطرابات التى استمرت طوال (الحرب العراقية - الإيرانية) التى أتت على مقدرات العرب وإيران معا، وكان المستفيد شركات الأسلحة الأمريكية والغربية. وعلى مدى أكثر من ثمانى سنوات هى عمر تلك الحرب خسرت المنطقة مئات المليارات من الدولارات كانت كفيلة بأن تكون أغنى بقعة فى العالم - اقتصاديا وثقافيا - لولا طبول الحرب التى قرعت بالقرب من آذان قادة اعتقدوا خطأ أن بإمكانهم تغيير معالم التاريخ والجغرافيا، إلا أن صدام حسين والإمام الخمينى ذهبا ولم يتركا لشعبيهما والمنطقة سوى الخسارة.

والآن، نرى قوى دولية لا تريد للمنطقة سلاما تحرض السعودية إلى محاربة إيران، إن لم تكن حربا مباشرة بين الجيشين السعودى والإيراني، فهى على الأقل حرب بالوكالة. وكتب استراتيجيون إسرائيليون يحذرون قادتهم من مواجهة إيران مساعدة للسعودية، وكأن إسرائيل أعلنت حالة الطوارئ قبل الحرب المحتومة، وكأن الرياض ستتحمل تكلفة الحرب بالوكالة. ثم إن القيادة السعودية ربما تعتقد أن مسألة مواجهة عسكرية محتملة مع إيران ستكون نزهة فى ظل المواقف الأمريكية المناهضة لطهران فى الوقت الراهن، وفى هذا خطأ كبير، لأن موازين القوى العسكرية لا تقاس فقط بالعتاد العسكرى ولكن بالتدريب والخبرات والتعبئة وقوة اليقين بالهدف، وتجارب السعودية حتى الآن لا تؤهلها لمثل هذه المواجهات بمفردها، فالواقع السعودى غير مؤهل لمثل هذه الحروب.

وليس آخرا، كتب مسئولون أمريكيون سابقون بخبث شديد أن واشنطن سعيدة حاليا بالسعودية لأنها تخلصت من إرث الماضي، حيث كان السعوديون كارهين للمخاطرة بأخذ زمام المبادرة فى حل مشكلاتهم الإقليمية حيث كانوا يعتمدون على الدعم الأمريكي. أما الآن فالوضع تغير حيث تمكن الملك سلمان ومحمد بن سلمان من إقناع دونالد ترامب بأنهما يحملان مفاتيح الحرب والسلام فى المنطقة، وأنهما يتمتعان ببعض المزايا على الشركاء المحتملين الآخرين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف