المساء
طارق مراد
هاتريك - كأس مصر وإسبانيا وصالح جمعة
تتميز مسابقات الكأس لكرة القدم في أغلب بلدان العالم بالاثارة والمفاجآت غير المتوقعة.. التي تتمثل في نجاح أندية الدرجة الثانية والثالثة أحياناً في الاطاحة بأندية القمة بالدوري الممتاز في الكثير من البلدان.. وهذا الغموض الذي تحمله نتائج مسابقات الكأس يزيد من مظاهر المتعة والاثارة والترقب والتشويق للجماهير فالأندية الصغيرة بدوري المظاليم تخوض مبارياتها تحت شعار "اخطف واجري" وكلنا يذكر عندما كان المقاولون العرب يلعب بالدرجة الثانية في بداية الالفية الثالثة استطاع ان يتوج بطلاً لكأس مصر وكأس السوبر عندما تفوق علي قطبي الكرة المصرية العملاقين الأهلي والزمالك.
في نهائي الكأس ومباراة السوبر.. ومؤخراً عندما اقيم دور الــ 32 لبطولة كأس مصر اثناء توقف الدوري لأداء منتخب الفراعنة مباراته أمام غانا في ختام تصفيات أفريقيا المؤهلة للمونديال شاهدنا المفاجأة التي غيرها الجونة الذي يلعب بدوري المظاليم عندما اطاح بفريق الطلائع احد أندية النخبة بدوري الأضواء والشهرة.. ومثل هذه المفاجآت تعد من أهم أسرار المتعة التي تتسم بها مسابقات الكأس.
في أسبانيا عام 2007 قرر اتحادها الكروي إجراء تعديل في مسابقة الكأس يقضي باقامة مبارياتها بنظام الذهاب والعودة.. وأدي هذا التعديل لاحتكار أندية القمة بالدوري الممتاز الاسباني لبطولة الكأس وقتل معها سر متعة وقوة المسابقة لكونه اقامة مبارياتها بنظام الذهاب والعودة اتاح الفرصة كاملة أمام الفرق الكبيرة لتعويض أي مفاجأة تقع في مباراة الذهاب وهو ما أدي لقتل طموح أندية الدرجتين الثانية والثالثة في امكانية التعبير عن نفسها في مسابقة الكأس والتي كانت دائماص تمثل لها متنفساً للإعلان عن وجودها وقدرتها في الصمود أمام أندية القمة بل وتحقيق المجد علي حسابها بالاطاحة بها في أي دور من أدوار المسابقة.. وهو انقذها الكثير من مظاهر الاثارة والتشويق.
أمام هذا الغياب المستمر للأندية الاسبانية الصغيرة منذ تعديل نظام مسابقة الكأس عن المنافسة في تلك البطولة بدأت تطالب رسمياً الاتحاد الاسباني بضرورة إلغاء هذا التعديل والعودة لنظام المباراة الواحدة مثلما هو مطبق في أغلب بلدان العالم خاصة ان اقامة مباراتي ذهاب وعودة قضي علي السمة المميزة لمسابقات الكأس فيما تشهده دائماً غموض ومفاجات واثارة فكلها مظاهر اختفت من مسابقة كأس أسبانيا بعد ان باتت النتائج متوقعة ومحسومة ومحصورة بين أندية القمة وفي مقدمتها بالطبع العملاقين ريال مدريد وبرشلونة.
عموماً بدأ الاتحاد الاسباني لكرة القدم فتح هذا الملف وإجراء دراسة متأنية لمطلب القاعدة العريضة من الأندية الاعضاء بالجمعية العمومية بالغاء نظام مباراتي الذهاب والعودة في مسابق الكأس لاتخاذ القرار المناسب بما يحافظ علي المكاسب الفنية والمادية التي يراها الاتحاد انها تخدم الكرة الإسبانية.. ومصالحها سواء بتلبية مطلب الأندية الصغيرة أو رفضه.
***
مازال صالح جمعة نجم خط وسط النادي الأهلي ومنتخب مصر خارج السيطرة فمشاكل هذا النجم الموهوب جداً مازالت عرض مستمر لعدم انضباطه والتزامه واحترامه لموهبته.. فهو يتصرف دائماً بعيداً عن سلوكيات الاحتراف التي تتطلب منه ان يضحي تماماً بما بحياته الشخصية وبكثير من المتاح والرفاهية التي ينشغل بها أغلب الشباب في تلك المرحلة السنية ممن لا يمارسون رياضة عامة وكرة القدم الاحترافية بصفة خاصة.. فهو ينسي انه مطالب بالحفاظ علي صحته العامة ولياقته البدنية.
وحالة اللامبالاة التي يتعامل بها صالح جمعة مع موهبته برعونة وعدم تركيز وعدم تحليه بالإدارة والعزيمة القوية بان يكون له مكاناً بين نجوم الكرة الصمرية الذين كتبا أسمهم بحروف من ذهب في تاريخه بما حققوه من انجازات وبطولات مع أنديتهم ومنتخب مصر.. هذا النموذج المؤسف سبق وتكرر مع بعض النماذج القليلة جداص من اللاعبين أصحاب المواهب المميزة والمارات العالمية.. وكانوا أكبر الخاسرين لانهم مثلما ظهرو في الملاعب.. اختفوا بخفي حنين دون ان يشعر بهم أحد أو يتركوا بصمة.. فأصبحوا نسياناً لا يذكرهم تاريخ اللعبة.. ولا عشاقها.. وبالتالي أري أن صالح جمعة عليه ان يختار إما أن يصبح قيمة وقامة بين نجوم الساحرة المستديرة أو أن يترك البساط الأخضر بلا عودة ليريح ويستريح.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف