الأخبار
محمد البنهساوى
حروف ثائرة - من شيرين للشوباشي
بين الحين والآخر.. تخرج علينا تصريحات ما بين مسيئة.. ومثيرة للجدل.. وبدأت تلك التصريحات تتزايد بشكل لافت للنظر.. نتحدث هنا بالطبع عما يخص تصريحات من يسمون بالنخبة وليس عامة الشعب.. تلك النخبة التي من المفترض ان تكون قدوة.. في حسن الخلق وفطنة التفكير، ومسئولية الكلمة التي تخرج خاصة في محفل جماهيري او وسيلة إعلامية.. لأنها تدرك او هكذا أعتقد ان الكلمة محسوبة علي من ينطقها.. بالاضافة الي التأثير المتوقع لكلمات تلك النخبة علي عموم الشعب.
فمثلا تابع الجميع ما أثارته المطربة شيرين عبد الوهاب مؤخرا بلفظها " هيجيلك بلهارسيا " بعد ان طلب منها احد جماهيرها غناء أغنيتها الشهيرة " مشربتش من نيلها ".. وهذه ليست السقطة الأولي لشيرين المثيرة للجدل داخليا وخارجيا.. والمسيئة لجماهيرها بمصر والوطن العربي كافة.. ومع أني من المعجبين بشيرين كمطربة ذات صوت نادر.. لكنني لست مطلقا مع من يروج ان هناك من يتصيد الأخطاء لشيرين.. ولست مقتنعا علي الإطلاق مع من يدافع عن شيرين التي خرجت من حي شعبي وتتعامل بتلقائية أبناء هذه الأحياء العاشقين لمصر وترابها.. معتمدين علي ما ذكرته شيرين من عبارات تحمل نفس المعاني في بيان اعتذارها.
فشيرين كما قلت فنانة مصرية لها جماهيرية عريضة بالوطن العربي.. والفنان رسول لشعبه ومجتمعه.. لحضارته وحاضره.. والفنان احد أهم أسلحة القوي الناعمة لأي بلد.. فتصبح مصيبة المصائب ان يطعن هذا السلاح وطنه بدلا من الدفاع عنه.. وهنا اتذكر أمثلة ظلت وستظل خالدة ومحفورة في تاريخ مصر من ام كلثوم الي حليم ونجاة والعزبي ومحمد قنديل وكارم محمود.. ومعظمهم جاء من مجتمعات ريفية بسيطة.. خاصة الست والعندليب.. واللذين كانا خير سفيرين ورسولين لمصر والمصريين في العالم بأثره.. واحد اهم أدوات ربط الاشقاء العرب بمصر.. وشكلا بصوتيهما وجدان العرب لسنين وعقود ومازالت مكانتهما الرفيعة وفنهما الراقي في قلوب وعقول كل العرب.
لم نسمع ان اهان حليم جمهوره في أي دولة عربية مثلما فعلت شيرين بتصرف وعبارات حمقاء في تونس اثارت غضب الاشقاء هناك. ولا ان سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق قد تصرفت تصرفا بحذائها او حتي منديلها الشهير يجرح أحدا من عشاقها.. لذا استحق حليم والست صداقة كل الزعماء العرب.. ولن تنسي مصر دورهما الوطني في دعم وطنهما في محنته وقت النكسة.. ورغم حدة المنافسة في هذا العصر الذهبي ندر ان تجد تلفظا او تجريحا او حربا كلامية فيما بينهم.
قد اكون ظالما لشيرين بمقارنتها بهؤلاء العمالقة.. لكني فقط اعرض نماذج خرجت من طين أرضنا الطيبة لتحلق في عنان سماء الفن بمسئولية ووطنية ودماثة خلق وانه من الخطأ ان نلصق أي نقيصة بمن خرج من الأحياء الشعبية والريفية.
نصل لنموذج اخر من التصريحات المستفزة والعجيبة.. وهو ما صرحت به الكاتبة فريدة الشوباشي من كرهها للشيخ الشعراوي وعبارات اخري تنال منه وتحقر من علمه وافعاله.. وهنا بالطبع لا أناقش مطلقا شعور الشوباشي تجاه فضيلة الشيخ فلها مطلق الحرية ان تحب وتكره من تشاء.. وتقبل وترفض ما ارادت.. لكني هنا اتحدث عن احترام رموز الوطن.. فضيلة الامام محمد متولي الشعراوي احد اهم الرموز المصرية والإسلامية علي الإطلاق.. وله أياد بيضاء علي مئات الملايين من المصريين والعرب والمسلمين.. فهل أدركت السيدة وهي تطلق سهامها نحو الشيخ الشعراوي انها تهد وتطعن رمزا مصريا كان أيضا ولازال وسيظل افضل رسول لوطنه في العالم الاسلامي.. واحد اهم القوي الناعمة لمصر في محيطها العربي والإسلامي بل والدولي.. وأي إساءة للشعراوي هي إساءة لمصر والمصريين شاءت ام ابت الشوباشي ومن يشابهها من النخبة الذين لا يصلحون علي الإطلاق ان يكونوا قدوة ومثلا كما هو منتظر.
وإذا كانت إساءات شيرين عن جهل ودون قصد كما قالت ويقول المدافعون عنها.. فماذا عن سقطة الشوباشي وأمثالها؟.. هذا السؤال مهم للغاية لأننا اذا عرفنا الإجابة سندرك المنزلق الذي يسقط فيه ابناؤنا جيلا بعد جيل لنقول في النهاية لك الله يا مصر وحماك من شر ابنائك جهلاء ونخبة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف