يوسف القعيد
يحدث في مصر الآن - 4 مؤتمرات بين الحكومة والناس
يحاول ياسر رزق وزملاؤه من أبناء أخبار اليوم استعادة محاولة بدأها الأستاذ محمد حسنين هيكل بالستينيات، الدور الوطني والاجتماعي والسياسي للمؤسسة الصحفية في مصر التي تعاني من هموم ومشاكل قد لا تشكل إجراءات الحكومة حلاً لها، وتبقي أدوار أخري، وفي مقدمة الهيئات التي تفعل هذا المؤسسات الصحفية القومية. أي صحافة المصريين جميعاً.
كلنا نذكر أن الأستاذ هيكل عندما أقام مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فإن المركز لعب دوراً مهماً لا يقل أهمية عما كانت تقوم به الحكومة من أجل تمكين مصر من تحقيق حلمها ببناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
الكلام يطول، لكني أكتفي ببعض العناوين لأتحدث عن الراهن بدلاً من أن تأخذنا حلاوة ذكريات الماضي من بهجة ما يتم في الحاضر.. فالماضي فيه ما يشد الناس أكثر من الحاضر.
دعا الأهرام جان بول سارتر وسيمون ديبفوار لزيارة مصر. وكانا أهم عقلين ليس في الغرب. ولكن في العالم. وكان لزيارتهما ولقائهما بعبد الناصر وزيارتهما لقرية كمشيش أبلغ الأثر في الإعلام الغربي الذي كان معادياً لكل ما يجري في مصر. أيضاً والأهرام دعا مونتجمري القائد العسكري المهم، أحد قادة معركة العلمين، وزار مسرح العمليات العسكرية والتقي بعبد الناصر.
التاريخ لا يعيد نفسه، لا بد من إضافات، ومنتدي أخبار اليوم امتد أربع سنوات واستمراره مسألة جميلة. من الممكن أن تقيم مؤتمراً لسنة ثم تنسي، ومشكلتنا هي الخطوة الثانية، فما بالك إن وصلت الخطوات للرابعة. إنه يشكل خروجاً عن النمط المصري في التعامل مع العمل العام.
رأيت في المؤتمر الرابع رئيس الوزراء وحوله أربعة عشر وزيراً من وزرائنا الذين يرتبطون بالخدمات التي تقدم للناس. النغمة التي كانت سائدة توشك أن تدور حول برنامج الحكومة، وما تقدمه وما تقوم به، هذا مطلوب في ظل مناخ عام قد لا يشعر أفراده بما يتم لهم. خصوصاً أنهم يتعرضون لحملات يومية من التشكيك في كل ما يتم في مصر.
أرقام ما تقدمه الحكومة ربما يعني وجهه الآخر الكلام عما تريده الناس.. فالحكومة لا تفعل سوي الاستجابة لما تريده الناس، لذلك سألت نفسي يوم افتتاح المؤتمر الرابع سؤالين: متي نجد رموزاً عالمية من الأسماء الكبيرة المنصفة والعادلة لكي نستمع لرؤيتها لما يجري في مصر؟
ثم الناس، أنا لا أقول إن الناس كانوا غائبين عن المؤتمر، وحتي كلمة الناس محيرة، فلا يمكن أن يتواجد أكبر عدد من الناس لكني أريد أن أشم أنفاسهم وأسمع أنينهم ويصلني همسهم في مثل هذا المؤتمر. طبعاً لا يمكن أن أقصد القاهريين ولا السكندريين ولا سكان عواصم المحافظات ولا المحافظين. ولكن الذين يمثلون مصر كلها. فالحكومة هي أحد الوجوه. ولذلك تبقي الناس هي الوجوه كلها.
أحلم بأهالي القري والأحياء العشوائية وسكان المناطق البعيدة ربما الحدودية لكي يشعروا أن هناك من يستمع إليهم في مصر أم الدنيا. لا أعرف كيف ينفذ هذا؟ ولا أحب أن أبدو أمام من يقرأ هذا الكلام أنني لم أجد في الورد عيباً فقلت له يا أحمر الخدين. أو أنني أحاول أن أضيع الممكن طلباً للمستحيل. ولكن المستحيل يستحق منا أن نحاول الاقتراب منه مهما كانت المتاعب. ومؤتمرات أخبار اليوم الأربعة التي أثارت عندي وعند غيري كل هذه المشاعر والأحاسيس تستحق منا الحفاظ عليها والتصميم علي استمرارها.
> > >
إلا الخبز يا مولاي
أرجو أن يصدقني زميلي السابق في البرلمان الدكتور علي المصيلحي، الذي ضحي بعضوية البرلمان، وقبل أن يقوم بمهمة صعبة كوزير لتموين أهل مصر الآن أنني ذهبت لمخبز في مدينة نصر لكي أشتري خبزاً بلدياً. هالني أن صاحب المخبز كان يبيع الرغيف إما بنصف جنيه أو بجنيه. وهو مثل الرغيف العادي تماماً لولا بعض التدخلات التي تتم في حجم الرغيف أو طريقة صنعه.
دفعت الجنيه صاغراً، لكن كم مصريا يمكنه أن يدفع جنيهاً في رغيف الخبز؟ وثمنه الرسمي خمسة قروش. ليت المشكلة السعر، فتواجد الخبز أصبح مشكلة المشاكل خصوصاً في الأحياء الشعبية. أيضاً تردد الناس في الشارع أن الوزير يريد تقليل النظام الذي يسمي نقاط الخبز وصولاً إلي إلغائها تماماً. ولا يعرفون ماذا يمكن أن يفعلوا لو تم هذا لا قدر الله ولا كان.
لن أقول إن رغيف الخبز يشكل الوجبة الرئيسية لكثير منا. حتي لو كان »عيش وملح». وأن القدرة الشرائية لديهم لا تزيد علي الخمسة قروش للرغيف. متي يتواجد الرغيف؟ وبسعره المعقول؟ ولا أجد الطوابير في انتظار رغيف الخبز.