الأهرام
ايناس نور
عين على الأحداث الخاطف والمخطوف
ماهو الهدف من إجراء حوارات مع عناصر إرهابية وعرضها على شاشاتنا واعتبارها انفرادا؟ سبق أن قام بعض الإعلاميين بمحاورة بعض الإرهابيين أو أفراد عائلاتهم باعتبار ذلك عنصر تشويق ويرفع نسب المشاهدة وبالتالى الإعلانات! لكن ذلك أمر غير مقبول، ولا نرى له مثيلا فى أى إعلام عدا ما كانت قناة الجزيرة تقوم به من حوارات مع قيادات تنظيم القاعدة، وفهمنا لاحقا العلاقة المشبوهة للقناة بالإرهاب.

ذكرنى ذلك الحوار المطول الذى أجراه الإعلامى البارز عماد الدين أديب على فضائية «الحياة» مع الإرهابى الليبى المشارك بهجوم الواحات، ولقاء آخر أقصر كثيرا مع ضابط الشرطة البطل الذى اختطفه الإرهابيون فى ذلك الحادث، بمقولة شهيرة للرئيس المخلوع محمد مرسى فى واقعة اختطاف جماعة إرهابية موالية لجماعة الإخوان لثلاثة رجال شرطة، والسعى حينئذ لإطلاق سراحهم حيث أكد مرسى ضرورة الحفاظ على سلامة المخطوفين والخاطفين! لا نريد أن تكون شاشاتنا منصات ترويج ودعاية للإرهابيين، فإعطاؤهم تلك الفرصة الذهبية تخدمهم ولا تفيدنا فى شىء اللهم إلا إضاعة وقتنا، وإثارة حفيظتنا. وإن كان الغرض من الحوار هو تأكيد وجودهم وتورطهم لمن يشكك فى ذلك، يمكن أن يغنى بيان رسمى يتضمن هذا المعنى. أرى أنه ينقصنا بعض الانضباط فى المضمون الإعلامى حيث يسعى البعض وراء سبق متجاهلا أنه يتيح منبرا لمجرمين يجب إخضاعهم لأشد أنواع العزلة وليس الترويج لهم. وأجدنى هنا أقارن بين انفرادين أذيعا واعتبرا سبقين، لكن شتان بينهما. لقاء أجرته رولا يعقوبيان من تليفزيون المستقبل مع رئيس الوزراء اللبنانى المستقيل سعد الحريرى الذى تردد أنه محتجز بالسعودية، ولقاء الإعلامى عماد الدين أديب مع الإرهابى الليبى، الأول انفراد إيجابى تابعناه بشغف، والثانى أتاح منبرا لا يستحقه الإرهابى الخاطف على حساب المخطوف.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف