وسط أنهار الدم التي تحاصر الشعوب العربية في أكثر من مكان وحالة الانقسام الطائفي والديني التي أصابت الملايين من أبناء هذه الأمة المنكوبة في شعوبها والقوي الأجنبية التي ترتع بين أطلال العواصم المحترمة يعيش العالم العربي الآن فترة من أصعب الفترات علي مر التاريخ.
نحن أمام دول تعاني ظروفاً صعبة ما بين الاحتلال والانقسامات والفتن والمؤامرات التي تحيط بها من الداخل والخارج بهدف تمزيقها.
العراق يواجه محنة الاحتلال الأمريكي والصراعات الداخلية والبترول والموارد والغنائم التي يتم تقسيمها بين أمريكا وإيران وتركيا.. والشعب السوري يحلم بالعودة إلي وطنه وهو مشتت في بلاد العالم ولم يصل إلي حل حتي الآن بينما تعبث في أرضه قوات روسية وأخري إيرانية وتركية.. والشعب الليبي يعيش محنته مع الإرهاب والقبليات والمعارك في ظل غياب كامل لسلطة الدولة.. وفي اليمن تدور المعارك بين أبناء الشعب الواحد في ظل مؤامرة إيرانية تعبث في كل مكان.. ووسط هذا تطل أشباح الحرب في لبنان أمام صراعات داخلية ما بين حزب الله والقوي اللبنانية الأخري.
لقد تمادت إيران واقتحمت أكثر من دولة عربية وهي الآن ترتع بنفوذها وجيوشها في العراق وسوريا واليمن ولبنان حتي السعودية لم تسلم من شرها.
من يتصور أن الأمة العربية التي توحدها الأرض ويوحدها التاريخ وتوحدها العقيدة وتجمع بينها اللغة والتراث أن تكون بهذه الصورة الرهيبة من الانقسامات والفتن حتي أنها غير قادرة علي مواجهة أزماتها ومشاكلها وتستعين بمن شردوا شعوبها واستباحوا خيراتها زمناً طويلاً.. إن كل شيء فيها يدار من خارج حدودها لهذا أصبحت سوقاً واسعاً للفتن والمؤامرات التي انتهت الآن إلي حروب أهلية وحشود للإرهاب تطوف كل مكان وتدمر كل شيء.
إن الدول العربية تخوض حرباً عاتية علي كل الجبهات داخلياً وخارجياً ومع ذلك لم تتفق يوماً علي خريطة محددة وموحدة للحفاظ علي المصالح القومية العربية لكن خريطة المصالح والأطماع الأمريكية والإيرانية والتركية والإسرائيلية في العالم العربي ليس لها حدود فماذا ينتظر العرب إذن؟!.
***
في النهاية تبقي كلمة:
إذا كنا نريد لدولنا وشعوبنا العربية الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي والطائفي فلابد من:
أولاً: سرعة تشكيل جيش عربي موحد قادر علي المواجهة والردع في أي وقت.
ثانياً: إنشاء قوة اقتصادية وفتح أسواق عربية مشتركة لخدمة الشعوب العربية مثلما فعلت دول الاتحاد الأوروبي عن طريق إنشاء اتحاد عربي.
ثالثاً: محاربة الفقر بإيجاد فرص عمل للشباب العربي حتي تنهض الدول العربية الفقيرة والغنية.
إن المواجهة كبيرة والمؤامرة مستمرة وبالوحدة والتكاتف سيكون النصر للاتحاد العربي إذا تم إن شاء الله.