الجمهورية
محمد الفوال
موقف .. عين العقل
ستظل الاوضاع بالمنطقة ملتهبة وربما تشتعل النيران فيها في اي وقت وربما يكون السبب حادثة بسيطة او محاولة اغتيال او افتعال واقعة تفجير سيارة او اذاعة تقارير كاذبة عن تهديدات وهمية واجهزة المخابرات الغربية والصهيونية جاهزة بالتقارير"الطازجة" والاعلام التابع لها جاهز للتسويق والخبراء الاستراتيجيون والمحللون السياسيون "العمولة" مستعدون لتلوين الاحداث باللون المطلوب وتقديم التبريرات والادلة علي صحة مواقفهم.
الذين يقودون الوضع الي آتون الحرب يقدمون خدمة مجانية للمتربصين والطامعين واصحاب المصالح والمتصارعين علي النفوذ والثروات ومصادر الطاقة بالمنطقة.
جماعة المراهقين السياسيين الجدد المتحالفين مع الملتزمين بحماية امن الكيان الصهيوني يتصورون ان اشعال النيران العشوائية في المنطقة سيعزز سيطرتهم علي اوضاع تغلي تحت الارض في بلدانهم ويتصورون انهم بذلك يرسمون مستقبلا في المنطقة هم صانعوه و بالتالي هم اصحاب الحق في التربع علي عرش القيادة وإزاحة القوي التاريخية التقليدية عن مكانها والانفراد بالقرار الاقليمي المدعوم أمريكيا وأوروبيا.
والسؤال هل تستطيع جماعة المراهقين الجدد القيام بهذه المهمة الصعبة وتحمل تبعات هذا الدور "الثقيل" ربما ينجحون بالدعم العسكري والتأييد السياسي الخارجي في اعادة انتاج موجة جديدة من الفوضي الخلاقة ولكن السؤال الآخر هلپتتحقق النتائج والامنيات كما يتوقعون في ظل مواجهة طرف ليس ضعيفا والسؤال الثالث هل ستفضي نتائج الحرب الي تنصيبهم علي "عرش" ادارة وقيادة المنطقة كما يتوهمون.
هذا جانب من الصورة كما رسمته تلك الجماعة متصورين ان اللاعبين الاساسيين التقليديين في المنطقة وهم مصر وسوريا والعراق في اوضاع داخلية لا تسمح لهم بتعطيل مشروعم.
الرئيس السيسي قالها بصراحة ان مصر لن تتخذ اجراءات ضد حزب الله والوضع في المنطقة هش لا يتحمل المزيد من الاضطرابات هذا الموقف عين العقل ينطلق من ثوابت الوطنية المصرية بعدم الاعتداء علي احد او التدخل في الشئون الداخلية للآخرين ولا تشارك الا في العمل العربي الجماعي للدفاع عن اي دولة عربية انطلاقا من مفهوم وحدة الامن القومي العربي وضمنه امن الخليج.
الفرصة تلح علي مصر والدور التاريخي يدعوها لبذل الجهد السياسي لاحتواء الوضع المأزوم والاعتبارات والشواهد والدوافع والمناخ العربي والدولي جميعها تعزز فرص نجاح مهمة مصر فلا ينبغي التردد بل التقدم قبل ان تتمكن جماعة المراهقين من توريط المنطقة في حرب نعرف بدايتها لكن لا نقدر حجم خسائرها و لا نعلم موعدا لنهايتها.
مصر أمام افضل الفرص لكي تعيد الامور الي نصابها الصحيحة وقيامها بالجهد الدبلوماسي لاحتواء الوضع المتأزمپيتسق مع دور تاريخي يناديها ويزيل اي التباس او فهم خاطئ حول دورها الريادي والطرف الاخر يقدر مصر ويعرف وزنها وسيستجيب للتهدئة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف