الوفد
علاء عريبى
رؤى - جغرافية سد النهضة
منذ أن أثيرت قضية بناء إثيوبيا لسد النهضة، والحكومة تصدر للرأى العام المعلومات التى تؤكد خطورة بناء السد على حصة مصر من مياه النيل، معظم وزراء الرى الذين تناولوا ملف السد وفشلوا فيه، ألمحوا لهذه الخطورة، وتركوا النخب والرأى العام يخلط بين حصة مصر الدولية من مياه النيل، وبين سلبيات بناء السد.
وأغلبنا للأسف تناول القضية وكتب فيها عن بعد دون معرفة تفاصيل هذا الملف، وعن نفسى كنت مع شروع إثيوبيا فى بناء ما يفيد نهضة شعبها، وتوفير الكهرباء ومياه الشرب النظيفة، طالما أن هذه المشروعات لا تمس بحصة مصر من مياه النيل.
لكن منذ يومين فوجئت خلال متابعتى لبعض البرامج، أن سد النهضة لن يفيد الشعب الإثيوبى فى مشكلة توفير الكهرباء اللازمة، كما انه أيضا لن يحل مشكلة مياه الشرب، وانه أيضا لن يفيد اقتصاد البلاد بشكل عام.
فقد أكد أحد أساتذة الرى أن السد تم بناؤه على بعد أربعة أو خمسة كيلو مترات من حدود إثيوبيا مع السودان، وأن طبيعة المنطقة الجغرافية لن تسمح بأى فائدة من السد، فطبيعة البلاد الجبلية سوف يصعب معها بناء شبكة كهرباء من منطقة السد وحتى داخل البلاد، لتكلفتها المرتفعة ووعورة الجبال، وقال أيضا، وأظن ان احد رجال المخابرات السابقين قد وافقه فى ذلك، أنه أيضا يصعب مد شبكة مياه شرب من مياه التى ستخزنها الحكومة الإثيوبية خلف السد، لأن الأرض منحدرة تجاه الحدود السودانية، وهذا الانحدار يصعب معه إعادة المياه للخلف، حتى فكرة تصدير الكهرباء لن تتمكن منها الحكومة الإثيوبية، لأن الدولة المجاورة وهى السودان ليس لديها القاعدة الصناعية التى تحتاج هذه الكهرباء، ومصر الدولة التالية للسودان وهى لديها محطاتها التى تولد الكهرباء التى تحتاجها.
إذا كان الوضع على ما ذكر: لماذا تبنى إثيوبيا السد؟، ولماذا تهدر أموال الشعب الإثيوبى على سد لن يستفيد منه؟
قيل نكاية فى مصر، وفكرة السد فى الأساس أمريكية، وفكرت فيها خلال فترة الستينيات للتضييق على الرئيس عبدالناصر، وتم إحياء المشروع خلال فترة التسعينيات، لكن الرئيس مبارك هدد بضرب إثيوبيا، وبعد قيام ثورة يناير استغل اللوبى المعادى لمصر، ومنها الكيان الصهيوني، انشغال مصر فى ثورتها وفوضتها وأسرعوا فى بناء السد للتحكم فى المياه التى تصل مصر.
هذه المعلومات للأمانة جديدة علينا، ونظن انها ذكرت للمرة الأولى، ولم يصرح بها أو يلمح إليها أحد من قبل، لهذا الحكومة مطالبة بأن توضح لنا حقيقة هذه المعلومات، وهل بالفعل السد لن يفيد اقتصاديا الشعب الإثيوبي؟ وإذا كانت المعلومات صحيحة، لماذا لم لم نتعامل مع مشروع السد بناء عن هذه المعلومات؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف